منوعات

اخبار الرياضة

علوم و تكنولوجيا

    الاتصالاات والحرب المعلوماتية فى الحروب الحديثة





    أهمية ودور الاتصالاات والحرب المعلوماتية فى الحروب الحديثة




    يُجمع المسؤولون عن المؤسسات العسكرية حول العالم، على ان نجاح الحروب التي تُشن اليوم ومستقبلا، سوف يفوز بها الجانب الذي يتقن حرب المعلوماتية "IW" والتجسس على الاتصالات.
    كانت الحروب السابقة الحديثة تشن في الدرجة الاولى بحرا او برا او جوا، وكانت الهجمات المباشرة الناجحة على منشآت الخصم الحيوية هي التي تؤدي الى النصر في نهاية المطاف. انما في هذا القرن، فإثر اختبار اهمية وتأثير العمليات السيكولوجية "Psyops" وتعزيز عمل نظم حرب المعلوماتية "IW" فلن يتقرر مصير الحروب حاليا ومستقبلا من خلال الهجمات التقليدية، بل سيكون النصر الى جانب من يعرف وبدقة، وضع الدولة الخصم ونقاط ضعفها. وكلما استمر الجانب الاقوى في جمع المعلومات الآنية الصحيحة والدقيقة عن الخصم، كلما أتيحت له الفرص المؤاتية ليوجه اليه ضربات قاصمة تقوده الى النصر. ولنلقي بعضا من الضوء على حرب المعلوماتية "IW".
    انبثقت هذه الحرب في البداية من مفهوم غربي، لاستخدام وادارة نظم اعتراض الاتصالات والتجسس الالكتروني لاحراز التفوق على الخصم من خلال جمع المعلومات الصحيحة، والآنية عن وضعه القتالي والنظم التي يستخدمها وتوجهاته الاستراتيجية، شرط ان تعتمد على هذه المعلومات لتغذية الدعاية ضد الخصم، ونشر الاشاعات المضللة عنه لتحطيم معنوياته وتأليب الرأي العام ضده مما يضعف ثقة قواته في قدرتها على الاستمرار في القتال، مع الحرص على عدم اتاحة الفرص امامه للحصول على معلومات يستغلها، من هنا تتضح العلاقة الوثيقة بين حرب المعلوماتية والحرب السيكولوجية - النفسية. 
    وفي ما يلي عجالة عن تطور نظم الاتصالات ونقل المعلومات والاوامر على مدى الحروب وصولا الى نظم الاتصالات والتجسس الحديثة.


    الاتصالات 
    نقل المعلومات من الوحدات الامامية المتصلة مباشرة بالعدو من خلال شتى المستشعرات ونظم التجسس، يهدف الى احكام القيادة واتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب. كما ان نقل الاوامر والقرارات من مراكز القيادة الى الوحدات في المسرح القتالي يبقى في أوج الاهتمامات، ولهذه الغاية استخدمت كل وسائل نقل الرسائل والاوامر والتقارير برا وبحرا بين هيئات الاركان والمراكز القتالية النائية. ولطالما لعبت الاتصالات دورا حيويا ابان الحروب.
    كان عبء توصيل الرسائل في العصور القديمة يقع على عاتق موفدين من الملوك الى قادتهم في ميادين القتال، وكان الرسل يتناوبون على قطع المسافات الطويلة مستخدمين جياداً سريعة يتم تبديلها كما في عهد الاسكندر الاكبر، وهنيبعل، والقياصرة الرومان. واستطاع هؤلاء المحافظة على اتصالات فعالة مع بلدانهم ابان انشغالهم لفترات طويلة بالحروب في اماكن بعيدة عن بلدانهم. كما استخدم جنكيزخان، في القرن الثاني عشر الحمام الزاجل لتوصيل الرسائل الى عاصمته في منغوليا من مكان تواجده البعيد ابان فتوحاته، حتى انه أسس مراكز للحمام الزاجل في البلدان التي اجتاحها في آسيا واوروبا الشرقية.
    في البحر كان الاتصال بين السفن يتم باشارات البيارق اثناء النهار والمشاعل ليلا، ثم طورت شيفرات خاصة بسفن شتى البحريات حول العالم لحفظ سرية الاتصالات. ام التطور الرئيسي للاتصالات فكان إثر اكتشاف الكهرباء، ثم تطوير ابجدية "MORSE" المؤلفة في جوهرها من نقاط وخطوط قصيرة، لنظام التلغراف السلكي مما سمح لاول مرة في العالم، باتصالات سريعة. استخدمت القوات البريطانية التلغراف السلكي للمرة الاولى في حرب القرم على نطاق ضيق، ثم ابان القضاء على التمرد في الهند حيث لعب التلغراف السلكي دورا حاسما في توصيل الرسائل والاوامر.
    ابان الحرب الاهلية الاميركية استخدم التلغراف السلكي على نطاق واسع، وابتكر الجيش الاميركي الاتحادي آنذاك اسلوبا متطورا لمد اسلاك التلغراف بسرعة. اما الجيوش الفرنسية والبروسية فنظمت قطارات خاصة لمد اسلاك التلغراف على طول مسارها، وتبعتهما في ما بعد بريطانيا في هذا المضمار، ولكن تحت اشراف سلاح الهندسة في الجيش البريطاني، ويذكر ان التلفون السلكي لم يدخل بسرعة حيز الاستخدام العسكري آنذاك.
    بظهور التلغراف اللاسلكي، الراديو حاليا في فجر القرن العشرين سارعت القوى العظمى في العالم الى استخدامه، لما له من امكانات هائلة في توصيل الرسائل والمعلومات والاوامر برا وبحرا آنذاك وجوا لاحقا اثر ظهور الطائرات. استخدمت الراديو بكثافة الجيوش المتقاتلة ابان الحرب العالمية الاولى، ولكن سرعان ما تبين انه لا يحفظ السرية في الامور العسكرية، فالعدو والصديق يسمعانه على حد سواء، وسرعان ما طورت الشيفرات المعقدة في كل جيوش العالم لحفظ سرية الاتصالات.
    بدخول الطائرة المجال العسكري ظهرت مشكلة الاتصال بين الطائرة والقيادة الارضية، وكان الطيار في البداية يكتب تقاريره على الورق ثم يلقيها على الارض حيث تتسلمها قيادته، وكان يتلقى تعليماته من الارض من خلال اشارات متفق عليها بواسطة قطع من القماش الملون موضوعة باشكال مختلفة. وكانت الجهود منصبة بكثافة لاستخدام الراديو للاتصال بالطائرات، فظهرت حاجة ماسة الى ابحاث علمية في اتجاه تطوير اجهزة تتيح الاتصال بين مراكز قيادة الطيران الارضية والطائرات المنطلقة في مهام قتالية، ومن هنا ظهر التعاون الوثيق بين الصناعة والابحاث العلمية والقوات المسلحة للدول الكبيرة. ادت الابحاث لاستخدام موجات التردد العالي جدا "VHF" الى تطوير اجهزة راديو محمولة لهذه الغاية استخدمت من اسلحة البر والبحر والجو. اما جهاز الراديو المستقبل المرسل العامل بالموجة FM. فقد ادى ظهوره الى استخدامه في المركبات العسكرية على انواعها لوضوح صوته. ويذكر ان البحريات الرئيسية في العالم دخلت الحرب العالمية الثانية وهي مجهزة بأجهزة راديو يعتمد عليها اضافة الى عدد من النظم الملاحية المعتمدة على مفهوم الالكترونيات الحديثة آنذاك، اضافة الى اجهزة مكبرات الصوت. اما سلاح الطيران فاستخدم الراديو للاتصال بقواعده الارضية. ومطارات الهبوط.


    نظم الاتصالات الحديثة 
    تصاعدت الحاجة الى معدات الاتصالات من الانواع كافة، مع الحاجة الى نوعية افضل وكميات اكبر منها، وكانت ابعد من امكانات الصناعة آنذاك، وباتت الضرورة تقضي بزيادة مصانع انتاج نظم الاتصالات كافة كما ان اعمال التطوير والابحاث تكثفت في حقلي الاتصالات والالكترونيات، ووصلت الى مستوى لم يسبق له مثيل.
    وفي الحقل العسكري ادى إنشاء سلاح الجو وتعزيز سلاحي المشاة والمدفعية والوحدات المدرعة الى ضرورة حيازة معدات اتصالات لاسلكية تعمل فورا في غضون أجزاء من الثانية لتربط بين كل هذه الوحدات وقياداتها. كما زودت الدبابات والعربات المقاتلة وشاحنات النقل اللوجستي وعربات المواكبة بدورها بمعدات اتصالات كاملة وفاعلة.
    شكلت نظم المحوّلات التي ظهرت لتلبي الحاجة الى الاتصالات إبان الحركة، التطور الاساسي إبان الحرب العالمية الثانية وما بعدها، فظهرت المحولات الراديوية العاملة بتقنية تردد التحوير "Frequency Modulation" والنبض الراداري، واستُنبِطت اساليب استقبال جديدة تتيح عدة قنوات استقبال في الراديو الواحد.
    وادت ضرورة الاتصالات بين هيئات الاركان في الوطن، والعديد من قيادات القوات على مسارح العمليات النائية، الى الحاجة لاتصالات بعيدة المدى محسنة عبر البحار. وهكذا تم اختراع طابعة لاسلكية تعمل بالراديو يستطيع من خلالها مشغلها في لندن او واشنطن او غيرها من العواصم العالمية ارسال الاوامر والرسائل المطلوبة لقائد مسرح العمليات. ظهرت منذ السبعينات اجهزة الكترونية واخرى للاتصالات، محسنة نتيجة ابحاث واعمال تطوير مُعمّقة ومكثّفة. فظهر نظام "Loran" الالكتروني للملاحة البعيدة المدى واستخدم في السفن والطائرات الى جانب نظام "Shoran" للملاحة القصيرة المدى. كما تم دمج قدرات الرادار ونظم الاتصالات لتمكين الطائرات من الهبوط في حالات الرؤية المعدومة، ومنها نظام GCA لتحكم الطائرات في الطيران إبان اقترابها من الارض. هذا وتم دمج رادار كشف الاتجاه مع نظم الاتصالات لتطوير نظام GCI للتحذير من الاقتراب من الارض. كما تم تطوير نظام لتوجيه القنابل الملقاة من الطائرات نحو اهدافها، واخيرا ظهرت نظم التشويش الالكتروني "ECM"، وهي عبارة عن اجهزة ترسل موجات الكترونية قوية للتشويش على قنوات الراديو والرادار والكترونيات نظم الملاحة وغيرها.
    اصبحت اهمية الابحاث العلمية والتطوير غير متنازع عليها في كل المجالات العسكرية قرب نهاية القرن الثاني، وخصوصا في مجال الكترونيات الاتصالات. كما تم التقدم في تعزيز قدرة الاسلاك على توصيل اكبر عدد من المعلومات والاوامر وباتت نظم المحوّلات غاية في الاتقان، وتم تحديث النظم الثانوية المساعدة على الملاحة.
    بعد النصف الاول من القرن الماضي استمر التصاعد في الجهود العسكرية الهادفة الى تطوير كل اوجه وسائط الاتصالات اللاسلكية، فظهر في الجانب الاميركي التلفزيون وما عرف آنذاك بالمخّ الالكتروني، وهو عبارة عن مجموعة من اجهزة الكمبيوتر والحاسبات الرقمية ذات القدرات الفائقة، التي تقوم بمعالجة المعطيات لادخالها في بطاقات التسجيل الموسومة لتكوين الملفات. اما الشخصية او تلك المتعلقة بموجودات المخازن وسائر النشاطات اللوجستية ووصل هذه النشاطات بشبكة اتصالات واسعة.


    الاتصالات والتدريب
    ثبت ان للتلفزيون نظام مساعد له اهمية كبرى في مجال التدريب في المدارس العسكرية وخصوصا حين يكون عدد المدربين قليلا، اذ يستطيع مدرب واحد تدريب عدد كبير من المتدربين مقسمين في مجموعات كل منها امام تلفزيون حيث يستطيعون متابعة ما يعرضه مدربهم من نشاطات بدقة كبيرة. كما تسمح الاتصالات في الاتجاهين مع المدرب للمتدربين بالقاء اسئلتهم واستلام الاجابات عليها. الى ذلك سمح التلفزيون الميداني بارسال صور عن شتى العمليات العسكرية الى مراكز القيادة كاجتياز نهر مثلا.
    وفي حال دمجت القدرة على الاتصالات المأمونة مع استقبال وبث للصور الى جانب قدرات التلفزيون والرادار والنظم الاخرى العاملة بالاشعاعات الكهرمغنطيسية يصبح بالامكان مراقبة منطقة القتال بشكل فعال مع امكانية استخدام نظم الحرب الالكترونية للتشويش على نشاطات العدو ومنع معطياته وسائر تعليماته واوامره من الوصول الى قواته في الميدان. وحرصت الولايات المتحدة على تطوير نظم لاكتساب الاهداف يتم التحكم بها الكترونيا، تستطيع ايضا كشف القوات المعادية ووسائط نقلها على الطرقات او جوا. هذا ويتم جمع المعلومات كافة العائدة لقوات العدو على جبهة واسعة تم معالجتها وعرضت النتائج النهائية على شاشات مراكز القيادة حيث يتمكن حينئذ القائد المسؤول من تقدير الوضع الميداني واتخاذ القرارات الحيوية المناسبة.

    الطائرة su-27




    المقدمة:
    في منتصف السبعينات انحاز التفوق الجوي الي الجانب الامريكي ولم تستطيع الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتي التفوق علي مثيلتها الامركية في المجال الجوي ولم تستطيع الكتلة الشرقية استعادة التفوق الا بدخول الطائرة MIG29 وSU27 الي الخدمة في منتصف السبعينات.

    (((خلفية عن الطائرة))):
    الطائرةSU27 مقاتلة متعددة المهام تعمل في الاسناد الجوي وهي ذات مقدرة عالية في عمليات المناورة ويمكنها حمل
    10صورايخ جو جو .اول طيران لها كان سنة 1977 ودخلت الخدمة سنة 1984 ومنذ هذا الذمن حطمت الطائرة
    40رقما قياسيا لارتفاع الطيران وسرعة الاقلاع وتعتبر الطائرة سلسلة عائلة متفوقة من الطائرات منها طائرة التدريب
    SU27B والمقاتلةSU33التي تعمل فوق حاملات الطائرات والطئارةSU37متعددة المهام


    (((التصميم))):
    الطائرة تمتلك جناح دلتا كبير مقصوص وذيل توئمي اطرافها ذات زواية قائمة مركبة في منتصف جسم الطائرة
    ومحركين في اخر الطائرة وادي جسم الطائرة الانسيابي الي امكانية كبيرة في فعل المناورات الكبيرة
    الطئارة تشبة الي حد كبير الطائرة ميغ 29.ولكي يقل وزن الطائرة ركب لة نسبة كبيرة من التيتانيومِ
    النسخة البحرية منها عدلت عليها تطبيق الجناحين حتي تتعامل مع متطلبات حاملة الطائرات
    (((الانظمة الالكترونية))):
    الطئارة مذودة بنظام السيطرة علي النيران.وجهازGeofizika FLIR الذي يعمل بالاشعة التحت حمراء
    ونظام التوجية وتحديد الاهداف الألي .ومن الاجهزة الاساسية في الكبينة شاشة lcd.
    الطائرة ايضا مذودة بنظامcountermeasuresالتمويه الحراري 
    صورة للنظام:




    تعرف على باقى الموضوع من خلال منتدانا ساحات الطيران

    الأستراتيجية العسكرية لحرب أكتوبر


    الحقيقة أن هذه الحرب، رغم كثرة ما كتب عنها من مقالات ودراسات مازالت تتطلب المزيد، لما أحدثه من متغيرات استراتيجية في هذه المنطقة والعالم، ولما استندت عليه من أسس ونظريات علمية تدعو إلى التأمل والتركيز ولما أبرزته من دروس وأساليب عسكرية جديدة تستحق البحث والتقييم.


    لقد تحدت هذه الحرب الكثير من العقائد والنظريات، وتغلبت على الكثير من العقبات والمشاكل، فعلى المستوى الاستراتيجي هزت العقائد والنظريات التي اعتنقتها إسرائيل فحطمت نظرية الأمن الإسرائيلي واهدرت النظرية الوقائية.


    وعلى المستوى التعبوي والتكتيكي تغلبت على أعقد الموانع المائية، وأقوى الدفاعات المحصنة ودارت فيها معارك عنيفة اشتركت فيها قوات بحجم ونوع وتسليح لم يسبق حدوثه في المنطقة وعلى المستوى الاستراتيجي والتعبوي والتكتيكي حققت المفاجأة بعد أن خدعت أحدث وسائل المخابرات المعادية، وعلى المستوى المعنوي عبرنا من خلالها هزيمة يونيو 1967، بكل أبعادها المريرة ، وسوف أقسم حديثي إلى ثلاثة أقسام وهي:
    1- الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية.
    ب- الاستراتيجية العسكرية المصرية لحرب اكتوبر 1973.
    ج- النتائج والدروس الاستراتيجية عن الحرب


    القسم الأول:
    الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية:-
    إن الدراسة المتعمقة للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية توضح لنا أن الصهيونية العالمية حددت لنفسها هدفا أساسيا، أنشأت إسرائيل لتحقيقه من خلال وجود دولة يهودية في منطقة الشرق الأوسط، تجمع يهود العالم داخل أقصى حدود يمكن التوسع فيها للسيطرة على المنطقة العربية وتحتل مكانا بارزا في المجال الدولي.


    ولتنفيذ هذا الهدف، أرست الصهيونية الخطوط الرئيسية الثابتة لسياسة إسرائيل وهي:
    أ- التوسع الجغرافي التدريجي على حساب الأرض العربية.
    ب- الاحتفاظ بقوة مسلحة متفوقة تكون هدفا ووسيلة.
    ج- الارتباط بقوى دولية كبرى كحليف مضمون يعاونها في تحقيق أهدافها المرحلية.
    د- إضعاف وتبديد الطاقات العربية. 


    وأدارت إسرائيل صراعها مع العرب- منذ نشأتها- لتحقيق هذا الهدف النهائي بوضع أهداف مرحلية. طبقا لما يمكن أن يتحقق في كل مرحلة بموازنة الاعتبارات الداخلية فيها والموقف في المنطقة العربية والموقف الدولي.
    واهتدت العقلية الصهيونية إلى صياغة نظرية عسكرية أطلقت عليها اسم "نظرية الأمن الإسرائيلي" لتكون ستاراً لتحقيق أهداف إسرائيل التوسعية ووسيلة لخداع الرأي العام العالمي، وخلق اقتناع لدى الإسرائيليين لتقبل مغامراتها العسكرية المتتالية. وهنا أود أن أوضح أن استخدام القوة العسكرية هو حجر الزاوية في هذه النظرية، ووضعت إسرائيل استراتيجية استخدامها على أساس ثلاثة مبادئ رئيسية هي:
    العمل الهجومي، والحرب الخاطفة، ونقل القتال إلى أرض العدو تحت ستار ما سمته بالحرب الوقائية، الأمر الذي يحقق لها مطامعها التوسعية ولذلك نظم الجيش الإسرائيلي على أساس قوة ضاربة تعتمد أساسا على القوات البرية والقوات المدرعة.
    وفي أعقاب حرب يونيو 1967 التي وصلت فيها إلى قناة السويس ونهر الأردن والجولان تضاعفت المساحات التي يجب عليها تأمينها وامتدت خطوط المواجهة وطالت خطوط المواصلات وأصبح الوضع الاستراتيجي عبئا عسكريا على إسرائيل، ولكنها في سبيل الاحتفاظ بالأرض العربية اعتبرت أن خطوط 1967 وهي قناة السويس في الجبهة المصرية تمثل أفضل الأوضاع لتحقيق امن إسرائيل وكان اتخاذها لأوضاع دفاعية ثابتة بداية لسلسلة من الأخطاء الاستراتيجية العسكرية. فعندما لم تهدأ الجبهة المصرية عسكريا بعد حرب يونيو كما كانت تتوقع ودخلت مصر ضدها في حرب استنزاف استمرت حوالي عامين وبرزت قوة النيران المصرية تكبد إسرائيل خسائر كبيرة في الأرواح كان رد الفعل هو إقامة الحصينات والدفاعات والموانع والسواتر الترابية العالية وإنشاء نظام دفاعي أطلقت عليه اسم خط بارليف وآمنت بمناعته وزاد من الأخطاء العسكرية لإسرائيل. ما عكسه الانتصار الذي أحرزته عام 1967 وهو انتصار حققته نتيجة لأخطائنا وليس لقدرة إسرائيل غير العادية فقد رسخ ذلك في فكر ونفسية القادة، وللقيادات معتقدات آمنوا بها، أذكر منها:


    أ- عدم قدرة مصر وهي الجبهة الرئيسية على القيام بأي هجوم شامل وإن أي محاولة مصرية حتى للحصول على موطئ قدم على الضفة الشرقية للقناة سوف يقضى عليها فورا، وكان هذا خطأ في تقييم القدرات العسكرية المصرية وليس أدل على ذلك من الفشل الإسرائيلي الكامل أمام القوات المصرية يوم 6 أكتوبر 1973.
    ب- اعتقادها في عدم إمكان تنسيق أي هجوم على أكثر من جبهة وكان ذلك هو الآخر خطأ استراتيجيا كانت نتيجته أن فقدت إسرائيل الاتزان الاستراتيجي وتعرضت لخسائر فادحة.
    ج- الغرور القاتل الذي أصاب قادة إسرائيل لأنهم يملكون التفوق المطلق وليس أمام مصر سوى الاستسلام لشروط إسرائيل تحت وقع الهزيمة العسكرية.
    الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية على الجبهة المصرية قبل أكتوبر 73


    ** وهكذا أصبحت الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية على الجبهة المصرية تعتمد على الأسس التالية قبل أكتوبر 1973:
    *التفوق العسكري الإسرائيلي الذي يمنع مصر من التفكير في شن الحرب وخلق إحساس لديها بالعجز من مواجهة القوات الإسرائيلية.
    *إن خط قناة السويس هو أنسب "الحدود الآمنة" باعتبار قناة السويس مانعا فريدا في نوعه يسهل الدفاع عنه بينما يتعذر على المصريين اقتحامه.
    *إحباط تحضيراتنا للهجوم وذلك بالسبق في توجيه الضربة الأولى عند ظهور أي نوايا هجومية مصرية بالاعتماد أساسا على قوات جوية متفوقة تمثل أداة الردع والذراع الطويلة.
    *كما تعتمد على قواتها المدرعة وقوات الاقتحام الجوي لتدمير أي قوات مصرية تحاول اقتحام القناة أو تنجح في عبورها.
    *وتماشيا مع نظرية الحدود الآمنة، فقد ركزت جهودها للسيطرة على المضايق البحرية بمنطقة شرم الشيخ لتأمين خطوط مواصلاتها البحرية إلى البحر الأحمر.
    *يخدم كل ماسبق نظام ممتاز للمخابرات قادر على اكتشاف أي نوايا هجومية قبل وقوعها بوقت كاف يسمح للقوات بالاستعداد للقتال والحشد وتنفيذ التعبئة بنظام جيد وضع للتعبئة الشاملة.


    *** تلك كانت أسس الاستراتيجية الإسرائيلية وأسلوبها التطبيقي بعد عام 1967، وطوال الفترة من 1967 حتى 1973 رفضت إسرائيل جميع الحلول السلمية لأنها انتشت بنصرها في عام 1967 واعتمدت على قواتها العسكرية وأخذت تعتدي على جيرانها العرب تارة باستخدام القوة المسلحة كوسيلة للردع المادي وتارة أخرى بالتلويح بها تحقيقا للردع المعنوي والسياسي وأطلقت في العالم دعايات ذكية أن العرب جثة هامدة وأن العرب وفي مقدمتهم مصر لن تقوم لهم قائمة وبذلك سدت كل الأبواب أمام أي حل سلمي عاجل. ففرضت الحرب حتميتها ولم يبق أمامنا إلا الصراع المسلح.
    القسم الثاني: 
    الاستراتيجية العسكرية المصرية لحرب أكتوبر:-
    *طبيعة وشكل الحرب
    ورغم أن حربنا مع إسرائيل هي حرب عادلة، لأنها قامت لاسترداد الحق، إلا انه لم يكن غائبا عن الذهن قيود وحدود الصراع المسلح في ظروف العصر، فهي حرب تدور في موقف عالمي بالغ التعقيد، قائم على ضوابط التوازن النووي، وسياسة الوفاق بين القوتين الأعظم اللتين فرضتا الاسترخاء العسكري في المنطقة، مع تناقض اهتماماتهما السياسية والاستراتيجية في منطقة الصراع من خلال هذا المفهوم، كان لا بد من وضع استراتيجية عليا تحسب الخطوات وتحدد مسارها وآثارها وردود فعلها في المنطقة العربية وفي العالم بعد أن فرض الموقف الدولي أسلوبا خاصاً في إدارة الصراع المسلح في المنطقة، قيد شكله ومداه.
    وبناء على ذلك تم التخطيط لحرب اكتوبر سنة 1973 على أنها محلية شاملة تستخدم فيها الأسلحة التقليدية فقط ويكون لها أهداف استراتيجية حاسمة بحيث تقلب الموازين في المنطقة لتهدم نظريات إسرائيل ودعائم استراتيجيتها وتمتد زمنيا لفترة تتيح تدخل الطاقات العربية الأخرى لتفرض ثقلها على نتائج الحرب.
    وتحقيقا لذلك كان من ضمن أهداف الاستراتيجية العليا للدولة تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي وذلك عن طريق عمل عسكري يكون هدفه إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو وإقناعه أن مواصلة احتلاله لأرضنا يفرض عليه ثمنا لا يستطيع دفعه وبالتالي فإن نظريته في الأمن القائمة على أساس التخويف النفسي والسياسي والعسكري ليست درعا من الفولاذ تحمية الآن أو في المستقبل.


    الاعتبارات الرئيسية التي بنيت عليها استراتيجة الحرب:
    بعد أن استعرضنا طبيعة مشاكل الحرب المحلية في عصرنا الحاضر سأوضح الاعتبارات الرئيسية التي بنيت عليها الاستراتيجية المصرية لحرب أكتوبر والذي أريد أن أؤكده منذ البداية أنها استراتيجية مصرية صميمة لم تستورد من الشرق أو الغرب، صنعت من واقع مرير عاشته مصر والأمة العربية بعد هزيمة 1967، ثم غذتها وأغنتها بمتابعة التقدم العلمي والتكنولوجي العسكري العالمي وصاغتها من العرق والدم من دروس الحروب السابقة وسأكتفي بأربعة فقط من الأسس التي بنيت عليها العسكرية المصرية:


    الأساس الأول: دروس نكسة يونيو 1967


    في تلك الحرب لم تكن لدينا استراتيجية شاملة من الدولة تحقق التوازن والتنسيق بين الهدف السياسي للدولة وقدرتها العسكرية، بل إن القوات المسلحة فوجئت بقرارات سياسية لم تكن على علم بها لتستعد لتنفيذها، ولما بدأت تنفيذها كانت في صورة مظاهرة عسكرية لدعم القرار السياسي وكان على القوات المسلحة أن تحشد في سيناء دون أن تعلم الهدف الاستراتيجي العسكري المطلوب تحقيقه وبالتالي فقدت القوات المسلحة اتزانها قبل أن تبدأ الحرب كما فقدنا الرأي العام العالمي الذي أصبح ضدنا وعندما نشبت الحرب كانت تصرفات القيادة العسكرية منفصلة عن القرارات السياسية ولاتتماشى مع الظروف العسكرية ولذلك أصبحت القوات المسلحة ضحية من ضحايا نكسة 1967 وليست سببا من أسبابها.
    وقد أمكن تدارك ذلك قبل حرب 1973 حيث وضعت استراتيجية شاملة للدولة- لأول مرة- تلعب فيها القوات المسلحة الدور الرئيسي تؤيدها مصادر القوى الأخرى ولعل أبرز سماتها أن الجهد السياسي المخطط هيأ أنسب الظروف الداخلية والعربية والعالمية لبدء العمل العسكري، وفي نفس الوقت وضعت القيادة العسكرية أمام القيادة السياسية ثلاثة توقيتات خلال عام 1973 لتبدأ فيها الحرب وبنفس المهارة أديرت السياسة خلال الحرب وتدعيم العمل العسكري واستغلال نتائجه بعد الحرب.


    الأساس الثاني: هدم نظرية الأمن الإسرائيلي


    وكان الأساس الثاني في الاستراتيجية المصرية هو هدم نظرية الأمن الإسرائيلي التي تعتمد على الردع النفسي والمادي والاحتفاظ بالحدود الآمنة على خط القناة، لذلك كان علينا:
    1- اتخاذ قرار المبادرة لاستخدام القوة المسلحة لأن إطلاق الرصاصة الأولى يعني تحديا عمليا لأسلوب الردع النفسي كما كان الهجوم الشامل وليس مجرد حرب استنزاف يعني هدم أسلوب الردع المادي.
    أما بالنسبة لاحتفاظ العدو بالحدود الآمنة في منطقة القناة فقد كان علينا اختراق وتدمير الخطوط الدفاعية الحصينة التي أقامها مهما استندت على مواقع طبيعية أو صناعية، ومهما كلفنا ذلك من تضحيات.
    2- واعتمدت النظرية الإسرائيلية في تطبيقها على عدة عناصر قوة كان علينا أن نحيدها أو نبطل تأثيرها كما كانت هناك عناصر ضعف يجب أن نستغلها، وتطلب ذلك:
    3- أن نعمل على حرمان العدو من مزايا توجيه الضربة الأولى، وأن نبدأ بتوجيه الضربة الأولى ضده لنستفيد نحن بمزاياها.
    4- وأن نعمل على شل فاعلية قواته الجوية المتفوقة وإضعافها بواسطة نظام دفاع جوي قوي بالتعاون مع القوات الجوية.
    5- إن شل فاعلية قواته المدرعة القوية التي أعدها لتدمير قواتنا التي تنجح في اقتحام قناة السويس بالمشاة المسلحة بأكبر عدد من الأسلحة المضادة للدبابات تعاونها قوة نيران كثيفة من المدفعية في المراحل الأولى الحرجة، على أن يكون القتال معارك أسلحة مشتركة طوال مدة الحرب.
    6- وأن نعرقل وصول احتياطياته من العمق وتشتيت جهوده وبث الذعر على خطوط مواصلاته وفي اتجاهات مختلفة بواسطة قوات الصاعقة.
    7- وأن ننسق العمل العسكري بين مصر وسوريا لتشتيت جهوده بين الجبهتين وحتى يضطر إلى بعثرة قواته على الجبهة المصرية فقد كان الهجوم المصري على أوسع مواجهة.
    8- وحيث أن النظرية الإسرائيلية يعتمد نجاحها على توفير المعلومات المبكرة عن نوايانا الهجومية فقد كان لزاما علينا أن نبذل كل جهد ممكن لتضليل وخداع مخابراته وتحقيق المفاجأة وكان علينا إهدار قيمة الوجود العسكري الإسرائيلي في شرم الشيخ بعرقلة خطوط مواصلاته البحرية في منطقة باب المندب.
    9- وبالإضافة إلى ذلك فقد ركزت الاستراتيجية المصرية على الاستفادة بنقط القوة المصرية وهي كثيرة واستغلال نقط الضعف الإسرائيلية وهي كثيرة ولعل من أبرزها مواردها البشرية المحدودة التي نوقع بها أكبر خسائر ممكنة وكذلك الغرور الإسرائيلي الذي ساعدنا في مواقف كثيرة.


    الأساس الثالث: من الاستراتيجية المصرية:
    إعداد الدولة للحرب
    وكان العامل المتحكم في هذا الموضوع هو إعداد القوات المسلحة للحرب وكانت مشكلتنا الرئيسية والوحيدة هي التسليح ولنا مصدر واحد للإمداد بالسلاح وهو الاتحاد السوفيتي وهو له سياسته واستراتيجيته في المنطقة وبالتالي له ما يبرره في إمدادنا بالسلاح سواء من ناحية الكمية أو النوع أو التوقيت وأدت الدراسة إلى أنه لا مجال أمامنا سوى الحرب بما هو متيسر لدينا من أسلحة وذخيرة ومعدات وأن التخطيط السليم والتنفيذ الشجاع والاستخدام الصحيح للسلاح والروح المعنوية العالية هي التي تعوض مانحتاج إليه وهنا يجب أن أذكر أن العدو أساء التقدير بالنسبة لهذا الموضوع فقد قدر خطأ أن الاستغناء عن الخبراء السوفييت عام 1973يعني عدم إمكان القدرة المصرية على الحرب وقدر خطأ أن مصر لن تبدأ بالحرب قبل حصولها على الطائرات المتطورة لتتعادل مع القوات الإسرائيلية المتفوقة وكنا نغذي هذا المفهوم الخاطئ لدى المخابرات الإسرائيلية كجزء من خطة تضليلها.


    الأساس الرابع: للاستراتيجية المصرية
    دور الطاقات العربية


    بنيت الاستراتيجية العسكرية المصرية على أساس إدارة الصراع المسلح بالإمكانيات الذاتية لمصر بالتنسيق مع سوريا وان القتال نفسه سيتيح الفرصة لاستغلال الطاقات العربية.
    وعلى ضوء الأسس الأربعة بالإضافة إلى غيرها من الأسس والاعتبارات والمبادئ، وضعت الفكرة الاستراتيجية للحرب على الجبهة المصرية بالتنسيق مع الجبهة السورية وبدأت الحرب بمبادرة يوم 6 أكتوبر 1973 واشتملت على العديد من المعارك مما يصعب عرضها في هذا المجال.
    ولكني أريد أن أضع بعض الحقائق:
    1- إن التخطيط للحرب وتنفيذها كان مصريا خالصا.
    2- ودخلنا الحرب ونحن نعلم أن العدو لديه التفوق الجوي من حيث أنواع الطائرات.
    3- ودخلنا الحرب ونحن نعلم أن اقتحام قناة السويس كمانع مائي فريد في مواصفاته الفنية يعتبر من أعقد العمليات وإشعال النيران في القناة يعتبر مانعا ثانيا والساتر الترابي يعتبر مانعا ثالثا والمواقع الحصينة لخط بارليف يعتبر مانعا رابعا ورغم ذلك فقد كان نجاح الاقتحام أمرا حتميا، وإن كان قد بدا للكثيرين أنه أمر مستبعد..
    4- ودارت المعارك فاتسمت بكفاءة التنفيذ والاستخدام الجيد للأسلحة المعقدة وشجاعة المقاتلين.. والقدوة الحسنة من القادة، وروح المبادأة والمرونة التي كانت لديهم.


    القسم الثالث:
    النتائج والدروس الاستراتيجية لحرب أكتوبر:-


    وأنتقل إلى الجزء الأخير عن أبرز النتائج والدروس الاستراتيجية لحرب أكتوبر 1973.


    أولاً: النتائج الاستراتيجية:-
    1- لقد كان هدف إسرائيل خلال هذه الحرب هو منع القوات المصرية من اقتحام قناة السويس وتدمير القوات التي تنجح في عبورها وإيقاع هزيمة بالقوات المسلحة المصرية تكون لنتيجتها استسلام مصر لشروط إسرائيل السياسية ولم يكن هناك شخص في إسرائيل يشك في ذلك، كما كانت دول كثيرة تعتنق نفس المفهوم .
    2- وكان هدفنا هو هدم نظرية الأمن الإسرائيلي وهزيمة التجمع الرئيسي لقوات العدو في سيناء وتكبيده أكبر قدر من الخسائر لإقناعه بأن مواصلة احتلاله لأراضينا يكلفه ثمنا باهظا. وهنا نتساءل: هل حققت إسرائيل أهدافها الاستراتيجية العسكرية من الحرب أم لا؟ وهل حققت مصر أهدافها الاستراتيجية أم لا؟


    3- لقد اقتحمت قواتنا قناة السويس وحطمت دفاعات خط بارليف وأوقعت الهزيمة العسكرية بالتجمع الرئيسي للعدو وكبدته خسائر فادحة وأجبرته على الانسحاب لأول مرة في تاريخه تحت ضغط القوة العسكرية وتغيرت الموازين الاستراتيجية في المنطقة نتيجة لهذه الحرب.
    4- وتحطمت نظرية الأمن الإسرائيلي وثبت أن فكرتها عن الحدود الآمنة خاطئة وتعتبر مصدرا دائما للتوتر في المنطقة، فقد انتصرت إسرائيل عام 1967 من حدود اعتبرتها آمنة ولا شك أن هذه النظرية تذكرنا بنظرية المجال الحيوي التي اعتنقها ونادى بها هتلر والتي كانت مصيرها الفشل في الحرب العالمية الثانية وانتهت بألمانيا النازية إلى الدمار.
    5- ولقد صدمت هذه الحرب المجتمع الإسرائيلي وهزته هزا عنيفا من الداخل ففقد ثقته في قادته وجيشه وسياسة حكومته التي رسخت لديه أهداف التوسع والقوة وفرض الأمر الواقع على العرب. لقد فقد المجتمع الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973 من الخسائر في القوة البشرية أكثر مما تحمله في الحروب الثلاث الماضية السابقة، وآن لإسرائيل أن تعيد صياغة مبادئها ونظريتها على أسس جديدة على ضوء نتائج هذه الحرب.
    6- ونتيجة لهذه الحرب استعادت مصر والأمة العربية شرفها وكرامتها وعبر المجتمع المصري والعربي فترة الظلام إلى فجر العزة والقوة، وخرجت مصر من هذه الحرب بعد أن استعادت ثقتها في نفسها وفي حاضرها ومستقبلها، كما استعاد الإنسان العربي في كل مكان في العالم العربي احترامه لنفسه واحترام العالم له.
    7- وعلى المستوى الدولي بدأ العالم منذ 6 أكتوبر 1973 يعيد حساباته ومواقفه بالنسبة للمنطقة على أساس الحقائق الاستراتيجية التي فرضتها نتائج هذه الحرب لصالح الحق العربي المشروع.


    ثانياً: الدروس الاستراتيجية المستفادة:-
    لقد كانت هذه الحرب أكبر حرب محلية شاملة تتم تحت ظروف الوفاق الدولي واستخدم فيها أكبر حشد من القوات والأسلحة والمعدات الحديثة المتطورة لم يشهده تاريخ الحروب في هذه المنطقة.. وقد تميزت باستخدام الصواريخ كعلامة بارزة في عمليات القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي إلى جانب استخدام الحرب الالكترونية والالكترونية المضادة.
    وقد شملت حرب أكتوبر 1973 دروساً مستفادة عسكرية كثيرة سأركز على أهميتها وهي:
    1- لقد سجل التاريخ العسكري الحديث إمكان تحقيق المفاجأة في الأراضي الصحراوية المكشوفة فقد تحققت في الحرب العالمية الأولى، وتحققت في الحرب العالمية الثانية رغم وسائل الاستطلاع والمخابرات المحدودة ، وقد حققناها في حرب أكتوبر 1973 رغم التطور الهائل في وسائل الاستطلاع والمخابرات الحديثة، الأمر الذي يثبت إمكانية تحقيق المفاجأة في الحرب الحديثة.
    2- إن المعركة الحديثة ستبقى معركة أسلحة مشتركة تتعاون فيها جميع الأسلحة لتحقيق مهمة واحدة أو هدف واحد. وقد كان واضحا أن اعتماد إسرائيل على دباباتها فقط في معارك كثيرة سبب فشلها في هذه المعارك. وفي الجانب المصري حققت معركة الأسلحة المشتركة نجاحاً بارزا على المستوى التكتيكي. كما أن تعاون جميع أفرع القوات المسلحة حقق نجاحا على المستوى التعبوي والاستراتيجي.
    3- عدم إمكانية تحقيق السيادة الجوية حتى لو كانت القوات الجوية لأحد الطرفين متفوقة نوعا وعددا على الطرف الآخر ما دام أن هناك نظام دفاع جويا قويا والقوات الجوية ستظل تلعب دورا رئيسيا في الصراع المسلح وسيظهر صراع أكبر بين نظم ووسائل الدفاع الجوي لملاحقة التطور الهائل في القوات الجوية والحرب الالكترونية.
    4- أثبتت الصواريخ المضادة للدبابات كفاءتها في القتال البري ضد الدبابات ودمرت العديد منها بمعدلات عالية الأمر الذي جعل التساؤل يدور حول الدبابة في المعركة الحديثة، ولا شك أن الدبابات ستظل تلعب دورا رئيسياً في القوات البرية، وسيستمر الصراع بينها وبين الأسلحة المضادة للدبابات في المستقبل كما حدث في الماضي.
    5- إن الحرب المحلية في العصر الحديث أصبحت باهظة التكاليف وفادحة الخسائر في الأفراد والمعدات كما تطلبت نتائج هذ الحرب إعادة النظر في معدلات الاستهلاك لتعويض الذخائر والمعدات والأفراد فلولا الجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل خلال الحرب الذي بلغ حجمه أكثر من 27000 طن من المعدات العسكرية لتغير الموقف بالنسبة لإسرائيل، ونظرا للقيود التي فرضت علينا في التسليح من مصدر واحد، ولم يكن لدينا مصادر أخرى مفتوحة أمامنا، فقد خرجنا بدرس مستفاد من هذه الحرب هو ضرورة تنويع مصادر التسليح وتوفير قدرة وطنية أكبر على التصنيع الحربي.
    6- لقد أثبتت حرب أكتوبر أن النصر أولا وأخيرا يرجع إلى الفرد المؤمن بهدفه وعدالة قضيته، المتقن لعمله، هكذا كان شأن المقاتل المصري في حرب أكتوبر 1973، إيمان راسخ وكفاءة عالية كشفا الهالة التي أحاطت بالمقاتل الإسرائيلي والتي ثبت أنها دعاية أكثر منها حقيقة.


    وأختتم حديثي بالقول إن حرب أكتوبر تعدّ تحوُّلاً في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي لصالح الحق العربي. ففي خلال ربع القرن الماضي دارت أربع حروب في المنطقة بدأت إسرائيل ثلاثا منها بغرض العدوان والتوسع، وبدأنا نحن العرب الحرب الرابعة لتحرير أرضنا وإعادة حقوقنا وتحقيق السلام العادل. فنحن نريد تحرير أرضنا وهذا حق ونريد إعادة حق شعب فلسطين وهذا عدل، وتحقيق الحق والعدل هو السبيل إلى السلام في هذه المنطقة.

    المشروع الفاشي الأمريكي في مصر





    في 14 يناير 2012 أعلن المدير السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي عن انسحابه من الترشح لتلك الانتخابات. لم يكن هناك أي شك في أن تقوم وسائل إعلام النظام العسكري في مصر بقراءة بيان البرادعي بطرق ملتوية، أقلها أنه شعر بالهزيمة أو أنه شخصية لا تحظى بشعبية، أو أنه شعر بقوة مرشحي النظام السابق أو الإخوان المسلمين ففضل الانسحاب للحفاظ على ماء الوجه. وبالفعل شرعت كل وسائل الإعلام مجتمعة بطرح استطلاعات الرأي والتنظير والتهويل والإمعان في تشويه صورة الرجل ووصفه بالتخاذل والتراجع. ولكن اتضح أنها نغمة معتادة، خاصة وأن المصريين غير معتادين على قراءة مثل هذه البيانات. في هذا المقال سوف نستخدم المصطلحات التي يطلقها المصريون على شكل الحكم أو على المجموعات الخفية التي تمارس العنف أو على تحالف المؤسسة العسكرية مع حركة الإخوان المسلمين...


    لقد جاء بيان البرادعي موجها بشكل مباشر إلى "أهل مصر". ولم يتم توجيه أي كلمة إلى معسكر الفاشية الجديدة (العسكر والإخوان). وإذا كان البرادعي قد أكد أنه سينسحب من الترشح للانتخابات الرئاسية، فهو لم يقل إطلاقا أنه سينسحب من الحياة السياسية. والسؤال المطروح هو: هل هناك من يريد أن يشارك البرادعي في انتخابات رئاسية لن تقل وهما وإيهاما وشكلية عن الانتخابات البرلمانية؟!


    لقد أصدر البرادعي بيانه قبل 11 يوما من بداية أحداث قد تكون المسمار الأول في نعش الترتيبات التي يقوم بها النظام العسكري مع الإخوان المسلمين بدعم أمريكي كامل. فلا أحد على علم بما جرى في لقاءات جيمي كارتر مع قيادات النظام العسكري والإخوان المسلمين والبرادعي وبقية من قابلهم. ولكن الواضح أن زيارة كارتر جاءت في توقيت هام بحجة الانتخابات. غير أن الواقع يؤكد أن الزيارة، حتى وإن كان قد تم الترتيب لها مسبقا، جاءت لوضع الرتوش الأخيرة على مشروع فاشي جديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقيادة بقايا الأنظمة التي لم تسقط وبالتحالف مع تيارات الإسلام السياسي. هذا لا يعني إطلاقا أن كارتر هو الذي قام بوضع هذه الرتوش، بل يعني تحديدا أن ظهور كارتر في اللوحة السياسية المصرية في هذا الوقت بالذات منح الإدارة الأمريكية التطمينات اللازمة على صحة تحركاتها الأخيرة في الداخل المصري ومنطقة شمال أفريقيا.


    إن ليبيا تتحول إلى صورة طبق الأصل من أفغانستان، بينما تجري المفاوضات بين طالبان وقطر والولايات المتحدة لاستيعاب الحركة الأفغانية والتعامل معها بمعايير مختلفة عن السابق. هذا في الوقت الذي تسحب فيه واشنطن قواتها من أفغانستان والعراق!! بينا تونس تتعرض لهجمة شرسة بعد التطمينات الوهمية التي أطلقتها حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي. بل وتم الإعلان عن استفتاء على الحجاب أو النقاب في تونس. والإسلاميون في الجزائر ينسحبون من تحالفهم مع السلطة مع بدء احتجاجات تتخذ نفس رداء الاحتجاجات في الدول العربية الأخرى. وفي المغرب قام الملك من تلقاء نفسه بوضع رئيس حكومة إسلامي مؤكدا بذلك قراءته "العظيمة" للموقف الأمريكي.
    إن وضع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على برميل من البارود، وتنصيب التحالف الفاشي المكون من العسكر أو بقايا الأنظمة وتيارات الإسلام السياسي راعيا للمشروع الأمريكي في مصر والمنطقة، هو جوهر هذا المشروع. وبالتالي عندما يظهر بيان انسحاب البرادعي في هذا التوقيت بالذات، فهو أول معول في جسد هذا المشروع على المستويين الداخلي والخارجي. إن بيان البرادعي يظهر بجلاء ووضوح المسافة والافتراق بين مواقفه هو وبين مواقف المتهافتين على الترشح للرئاسة. ويظهر مدى حدة الاصطفافات التي أصبحت واضحة تماما بين القوى الفاشية التي أخذت زمام المبادرة بدعم أمريكي، وبين قوى الثورة المصممة على الاستمرار، وهو الأمر الذي يسير ضد رغبة واشنطن التي تريد إبقاء الأوضاع على ما هو عليه الآن بعد أن جرت تغييرات شكلية في الأنظمة السياسية. إن هذا البيان يدعو "أهل مصر" للاحتشاد ليس بالضبط حول أو خلف البرادعي بقدر الرؤية والقراءة الصحيحتين للوضع الداخلي والخارجي، ومن ثم الاستمرار في الثورة. فالبرادعي قد أطلق بالفعل أول بياناته للثورة المقبلة في 25 يناير 2012، متحدثا للأمة المصرية عن الأهداف الأساسية للثورة: "الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية"، وهي الأهداف التي تم سحقها طوال عام كامل من إهدار الدماء وإزهاق الأرواح ووضع مقدرات "الأمة المصرية" سياسيا واقتصاديا وجيوسياسيا بشكل كامل في يد الولايات المتحدة عبر مشروع فاشي يشكل خطورة على كل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالكامل.


    إن بيان البرادعي هو أول خطوة حقيقية للرجل خارج ساحة "اللعب" في المسموح. وهو يأتي في أحلك أوقات النظام العسكري وتيار الإسلام السياسي وفي أعلى لحظات ضعفهما معا. إن كل المؤشرات تؤكد جملة من الاحتمالات الخطيرة. فإما أن الإخوان اخترقوا الجيش والأجهزة الأمنية بكل الوسائل بما فيها النسب والزواج والتزاوج، أو أن الأمريكيين خدعوا الجيش بالتهدئة والمهدئات والتطمينات إلى أن يأتي الإخوان عن طريق الانتخابات. أو كلاهما معا. والآن لم يعد أمام العسكر إلا اللعب مع الإخوان، بينما الإخوان لا يعرفون بالضبط من أين يبدأون، خاصة وأنهم يدركون جيدا أنهم فقدوا كل شئ تقريبا بتحالفهم ضد "الأمة المصرية" وانبطاحهم الكامل للمشروع الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لقد كشف انسحاب البرادعي عن آخر عورات كل الراغبين في الترشح لمنصب الرئاسة. وبالتالي فهو يدعو للنزول إلى الشارع بدون أي قيود. لقد أعلن البرادعي بصراحة ووضوح وأمل خلاق عن موقفه، وألقى بالكرة في ملعب الجميع.


    إن بيان البرادعي يظهر قراءة عميقة وواعية للمشهد الداخلي في مصر وفي المنطقة بالكامل. والرجل لم يطلب إطلاقا قيادة الثورة المقبلة أو تنصيبه بطلا قوميا. كل ما في الأمر، هو أنه وضع المصريين والقوى والقيادات السياسية أمام أنفسهم، لا لكي يتم تخوينه ووصف بالتخاذل والتراجع والضعف وعدم التعود على الألاعيب السياسية، بل لكي يقرأ المصريون معه الوضع الذي آلت إليه الأمور في ظل التدليس السياسي وتدمير الأمة المصرية داخليا ووضع المنطقة ككل على برميل من البارود تمهيدا لتركيعها ومن ثم استخدامها في معركة الولايات المتحدة ضد إيران. وفي ضوء ذلك يجب ألا ننسى أو نتجاهل نتائج كل المشاريع الأمريكية في أفغانستان وباكستان والعراق وليبيا.

    دراسة فى التدريب على الحرب المقاومة للتمرد


    بقلم: تيم ريبلي
    تشكل العمليات العسكرية لمقاومة التمرد احدى اكثر انواع العمليات الطارئة المعقدة، التي يمكن ان يواجهها جيش. ويمكن ان تجبر هذه الحرب الجيوش على نشر قواتها في ساحات قتال مُربكة تكتظ بالسكان المدنيين لمواجهة المتمردين الذين يستعملون اسلحة وتكتيكات غير تقليدية. وهذا يعني انه ينبغي على القادة والجنود على كل المستويات تغيير قراراتهم وكل تكتيكاتهم ومعداتهم واجراءاتهم العملانية لمواجهة هذه البيئة الجديدة.


    صياغة العقيدة
    يجب ان تكون في صميم عمليات مقاومة التمرد عقيدة جديدة تهيىء الاطار العملي لكيفية مقاربة الجيش لمحاربة التمرد. فالجيش الاميركي جدد كليا بقيادة الجنرال المشهور دافيد بيترايوس في عام ٢٠٠٦ مقاربته لمواجهة عمليات التمرد. وصاغها في الكتيب الميداني ٣ - ٢٤ (Field Manual 3 - 24) الجديد انذاك مقاومة التمرد للجيش. وهذا الكتيب شكل اتجاها جديدا لكيفية ادارة الجيش الاميركي عمليات لمقاومة التمرد. وقد نسختها على نطاق واسع جيوش اخرى حول العالم واجهت تحديات مماثلة. وقد رمم الجيش الاميركي بدوره وجيوش اخرى انذاك كيفية تدريب واعداد قادتهم وجنودهم لمواجهة عمليات التمرد. فالجنود الاميركيون وجنود التحالف الذين يتوجهون حاليا الى افغانستان ومسارح عمليات اخرى يواجهون فيها تهديد تمرد، يخضعون الى مجموعة كاملة من تمارين التدريب لمنحهم مفهوما عن اسلحة العدو وتكتيكاته وثقافته المحلية واعتماد تكتيكات جديدة لمقاومة التمرد واحدث المعدات لمواجهة اسلحة العدو. وينفذ هذا التدريب عادة في سلسلة تصاعدية من اعمال التدريب التي تبدأ مباشرة بالتعامل مع مهارات محددة، وتتراكم من ثم الى تدريب جماعي لاعداد الوحدات كلها للعمل معا.
    التدريب ضد ادوات التفجير الارتجالية (IED)
    ان اكثر موضوع تدريب ضاغط بالنسبة للجيوش المتوجهة الى افغانستان هو كيفية اعداد جنودهم للتعامل مع ادوات التفجير الارتجالية (IEDs)، التي تشكل الاسلحة الرئيسية التي تستعمل ضد القوات الدولية في هذا البلد الواقع في وسط آسيا.
    ان التدريب على مقاومة ادوات التفجير الارتجالية يشكل حاليا عملية معقدة تهدف الى تلقين القادة والجنود في كيفية معالجة عملية ادوات التفجير الارتجالية للعدو بكاملها. وهذا يشمل ليس فقط معرفة كيفية اكتشاف وتفكيك ادوات التفجير الارتجالية، بل كيفية مهاجمة شبكة التمرد كلها التي تبني وتنظم وتزرع الاسلحة. ان مهاجمة الشبكة والقضاء على الاداة وتدريب القوة هي من مهمة منظمة القضاء على ادوات التفجير الارتجالية المشتركة (JIEDDO) في وزارة الدفاع الاميركية.
    كان الجنود الذين ينشرون سابقا في عمليات لا يتلقون الا تدريبا اساسيا على مواجهة ادوات التفجير الارتجالية، بالمحافظة على التدريب المعقد للاختصاصيين في التخلص من معدات التفجير (EOD). اما حاليا، فان القوات التي تستعد للقيام بدوريات اعتيادية تعمل مع ذلك، بادوات تشويش الكترونية ضد ادوات التفجير الارتجالية (IEDs) وبمعدات تكشف العتاد وبنظم اخرى مثيلة. لانه من المهم الا تكون موجودة اية بيئة تمثل تهديدا بادوات التفجير الارتجالية مطلقا. وان مجموعة من ادوات التدريب على معدات محددة وعلى مشبهات تستعمل تكنولوجيات عالية الدقة متاحة، تندرج من ادوات صاروخية بسيطة واجهزة تدريب على اكتشاف الالغام ومشبهات الية تامة. بالمقابل، ان التدريب الاجرائي والادراكي، مثل تكتيكات الدورية الراجلة والمهارات الدقيقة المطلوبة ومراقبة سلوك السكان المحليين والتجاوب معهم، لا تعتمد اقله على التكنولوجيا. ويمكن بلوغها من خلال التعليم في الصفوف البسيطة والبرمجية المتفاعلة.
    ان عمليات القوافل هي بين اكثر العمليات خطرا. وهي، اذن، جهود عالية التنسيق تعمل فيها المؤن ومركبات الدورية بانسجام مع العناصر المقاومة لادوات التفجير الارتجالية وتنظيف الطرق منها. وفي هذه العمليات يستخدم الجيش الاميركي جهاز تدريب(Raydon) لتنظيف الطرق. ويؤمن الجهاز (VRCT)، الذي يتضمن مشبهات للمركبات والنظم المستعملة لتنظيف الطرق، تدريبا فرديا وجماعيا. وتتألف الرزمة بكاملها من مشبهات مركبة على مقطورة من نوع (Buffalo)، وهي مركبة تنظيف محمية من الالغام (MPCV) ونظام يكشف الالغام مركبا على مركبة (Husky) ومن مركبات اخرى سريعة التجاوب (JERRV) ومركبات متوسطة محمية من الالغام ومن روبوت (Talon EOD).
    يمكن ربط نحو ١٢ مركبة روبوت معا تمكّن نحو ٢٦ جنديا من التدرب في وقت واحد. ويمكن ايضا ربط جهاز التدريب على تنظيف الممرات (VRCT) باجهزة تدريب اخرى على عمليات القوافل. ويجري التدريب بجهاز التنظيف (VRCT) في قاعة الدراسة وبالمشبهات. وتغطي اماكن القتال المفترضة العراق وافغانستان ومجموعة من الاحوال البيئية. ويمكن توليد التهديدات، بما فيها ادوات التفجير الارتجالية والقوات المعارضة، كما يمكن زج نحو ٧٠ نوع من ادوات التفجير الارتجالية المختلفة في السيناريو، بما في ذلك ادوات تحملها المركبات. وقد صمم التدريب ليعرض كيفية اكتشاف وتحديد واستجواب والافادة عن اخطار المتفجرات. وتمارس ايضا مهارات مقاومة لادوات التفجير الارتجالية على ممرات تمرّن على التدريب الظرفي في مواقع تدريب عسكرية اميركية قبل الانتشار. ويستعمل المدربون قوات مقاومة صاروخية معقدة وفعلية لجعل الاحداث حية بتفجير ادوات التفجير الارتجالية التي تشكل غالبا نذيرا لكمين.
    في حين يمنح جهاز التدريب على تنظيف الممرات (VRCT) تدريبا عمليا على استخدام النظم المقاومة لادوات التفجير الارتجالية، طورت منظمة القضاء على ادوات التفجير الارتجالية المشتركة (JIEDDO) جهاز تدريب بواسطة معهد التكنولوجيات المبتكرة في جامعة جنوب كاليفورنيا (ICT) صمم لتزويد القوات بمفهوم وادراك كبيرين للتهديدات التي سوف يواجهونها. وبدأ تطوير جهاز التدريب المتفاعل الجوال على مقاومة ادوات التفجير الارتجالية (MCIT) في كانون الثاني/يناير عام ٢٠٠٩. ويغطي منهج التعليم على الجهاز (MCIT) مواضيع مثل المكونات الاساسية لاداة التفجير الارتجالية ووظائفها ونظم الشروع بها. واما بالنسبة للادراك الوضعي، فيمنح الجهاز فهما لكيفية تلاعب المتمردين بالبيئة. ويهدف ايضا الى اعطاء نظرة ثاقبة في الوضع الذهني للمتمرد. ويجري التدريب كرواية ويستخدم فيه الفيديو والتكنولوجيات الافتراضية وعروض واغراض متفاعلة. ويحصل التدريب في اربعة صناديق (Conex boxes) طول الصندوق ٤٠ قدما، يعالج كل صندوق ناحية مختلفة من عمليات مقاومة ادوات التفجير الارتجالية.
    يحتوي صندوق (Conex box1) على شاشات عرض استاتية تعرض ادوات التفجير الارتجالية وفئاتها ومكوناتها ومؤشراتها، بما فيها الادوات الانتحارية. ويكشف الفيديو عن الوضع الذهني النموذجي للمتمرد الى جانب تكتيكاته ومكونات وادوات التفجير الارتجالية.
    يركز الصندوق الثاني (Conex box2) على موطن صانع القنبلة مع شاشات العرض الاستاتية التي تعرض عناصر من المتفجرات المصنوعة محليا - المستعملة كمكونات لاداة التفجير الارتجالية وصناعتها.
    يركز الصندوق الثالث (Conex box3) على مفهوم مهاجمة الشبكة مع ايديولوجيا اعرف نفسك واعرف فريقك - وكيف تكسب. ويغطي المفهوم ٩ مبادئ قتال بأدوات التفجير الارتجالية: التأكيد والتوضيح والنطاق والتحكم والفحص وادوات الطاقم والفريق الخاص بمقاومة ادوات التفجير الارتجالية واخلاء الاصابات وكيفية وضع تقارير عن سلسلة ادوات التفجير الارتجالية التسعة.
    تستعمل اجهزة التدريب (MCITs) في عدد من المواقع الاميركية. وقد نشر في كانون الثاني/يناير عام ٢٠١٠ نظام لمركز التدريب المتعدد الجنسيات المشتركة (JMTC) في المانيا، حيث أعدّ ليمنح تدريبا للبلغاريين والبولنديين والرومانيين ودعما لنشر القوات في افغانستان من تلك البلدان.

    التدريب الجماعي
    طور الجيش البريطاني بمساعدة من شركة (Saab) للتدريب والتشبيه مرفقا متخصصا لاعداد كتائب المشاة لعمليات مقاومة التمرد في افغانستان، يهدف الى وضع كل كتائب المشاة في رزمة تدريب جماعي تجمع معا كل مهاراتهم الفردية التي تعلموها في تدريب على مهمة محددة في وحدة كاملة منسجمة.
    تجرى تمارين التدريب الجماعي قبل النشر (PDT) هذه في مرفق في كينيا يحتوي على نظام اشتباك تكتيكي قائم على الليزر قدمته شركة (Saab) بموجب عقد بمبلغ ٢٥ مليون جنيه استرليني.
    تكون شركة (Saab) للتدريب والتشبيه هي المسؤولة بموجب العقد الذي مُنح في عام ٢٠٠٩ عن ادارة ودعم النظام في شمال غرب كينيا على مدى فترة ثلاث سنوات. وتستعمل ٧ مجموعات قتالية من القوات سنويا المرفق كل سنة كجزء من التوسع الرئيسي قبل النشر في افغانستان (PDT) في شرقي البلد الافريقي.
    يمول المرفق في كينيا بموجب مشروع التمويل العملاني الطارئ (UOR) التابع لوزارة الدفاع البريطانية. وان مشروع نظم الاشتباك التكتيكية المنشورة (DTES) هو وليد عقد تجربة لمفهوم رؤية مسبقة مُنح لشركة (Saab) قبل سنتين لتأمين قدرة في بيليز وكينيا بحجم الشركة.
    يوجد في صميم مشروع نظم الاشتباك (DTES) شبكة من المحطات الاساسية المحمولة الجاهزة تشكل شبكة متابعة تتيح تفعيل تشبيه مفعول الاسلحة المحلية و تسجل مركز كل اللاعبين في التمرين لاعادته ثانية ما بعد مراجعة الاجراء. وعلى رغم ان النظام منشور نظريا فوق شاحنات تزن الشاحنة الواحدة ٤ اطنان، فان الطلب الثقيل على التدريب من الوحدات المتوجهة الى افغانستان تعني ان الجيش البريطاني لا يتوقع نقله خلال العقد التمهيدي.
    تتألف مجموعات القتال في مشروع نظم الاشتباك (DTES) من ثلاث مجموعات من المعدات لدعم سرايا البنادق في تدريب الفصيل والسرية الفردية في عمل التدريب، ويمكن ضمها معا لتمرين المجموعة القتالية على نطاق واسع، والتي تتضمن نحو ٩٠٠ متدرب.
    طورت شركة (Saab) لمشروع نظم الاشتباك (DTES) ونشرت عدة مزايا فريدة، بما فيها سترة خفيفة الوزن كاشفة صممت لتناسب درع هيكل طائرة (Osprey) في الجيش البريطاني. وان الانسياب الرقمي من الفيديو من شبكة من الكاميرات حول منطقة التدريب والتسجيل الرقمي للراديو (CNR) وحركة دور الراديو، الشخصي (PPR) تتيح حصول مراجعة مفصلة ما بعد الاجراء.

    مطالب التدريب
    تشكل مقاومة التمرد احدى اكثر البيئات العملانية الطارئة التي يمكن ان تواجهها القوات. ولذلك فهي تأتي دون مفاجأة ان جيوشا عديدة قد استثمرت بثقل في اعداد قواتها للتحديات التي قد تواجهها.
    ان تكنولوجيا التدريب على مقاومة التمرد من الجيل الحالي تستعمل حاليا على نطاق واسع، الا ان تطورها هو فقط في مرحلته الاولى والثانية. ويمكن توقع تطورات وتقدم سريع ايضا فيما تواصل الجيوش في الاستثمار بثقل في هزيمة التمردات.

    موسوعة أنظمة الدفاع الجوى


    مقدمة : انظمة الدفاع الجوي المتكاملة
    (IADS)
    التي هي اختصار لعبارةIntegrated Air Defense System
    او  ما يسمي ب Kari
    نظام الدفاع الجوي العراقي الذي كان احد تعريضه لعملية اخماد جوي (SEAD) من اوائل اولويات عملية عاصفة الصحراء بعدما سلمت الشركة الفرنسية التي نفذت المشروع خرائط توضح نقاط التحكم و السيطرة مما سهل للامريكان شل النظام ...


    تعريف:
    نظريا , نصل لحالة التكامل (Integration) في اي نظام جوي عندما نخضع كل انظمة الرصد (sensors) الخاصة بمضادات الدفاع الجوي (رادارات و غيرها ) مع كل الاسلحة الجوية من بطاريات صاروخية (SAM sites) و مدفعية مضادة للطائرات (AntiAir craft Artillery ) -التي تعرف اختصارا ب AAA , و طائرات معترضة (Interceptors) لنظام قيادة و سيطرة موحد
    (Command and control system )
    طبعا هذه الانظمة متعددة و سنشرحها لا حقا ..


    مهام نظام الدفاع الجوي المتكامل :
    مثله مثل اي دفاع جوي يحترم نفسه , للنظام المتكامل 4 مهمات اساسية لا بد ان يحققها :

    1- تحديد الاجسام الغريبة و التأكد من انها معادية ثم تحديد الخيار الامثل للتعامل معها بناء على معطيات الموقف

    2- توجيه الاسلحة الدفاعية -من صواريخ و مدفعية - نحو العدو


    3- اعطاء امر الاشتباك للمنصات التي تم توجيهها


    4- التأكد من ان الوحدات الدفاعية لن تهاجم قوات صديقة



    انظمة الاستشعار :Sensors
    تكلمنا في البداية عن ان درجة التكامل نصل اليها عندما نضع الاسلحة و انظمة الرصد تحت ادارة نظام موحد
    فماذا نقصد انظمة الرصد؟
    حقيقة نحن نتحدث عن الرادارات التي تعد احد اعمدة الدفاع الجوي المتكامل ,
    نحن هنا لا نحدد نوعا معينا من الرادارات , فالرادارات بجميع انواعها :
    1- انذار مبكر (Early Warning )
    2- رادارات رصد الطيران المنخفض (Look down radar )
    3- رادارات خاصة برصد الصواريخ البالستية
    4- رادارات التحكم بصواريخ ارض -جو (missile fire control radar)

    الخ ...
    يجب ان تخضع لنظام قيادة موحد ...

    .
    .
    .
    معظم الانظمة الحديثة تتبع هيكلية مركبة ...
    بمعنى انها تحتوي على عدة طبقات من الرادارات و الاسلحة الدفاعية

    اسلحة الدفاع الجوي Air defense platforms
    :
    القسم الثاني من العقدة التي نريد ربطها بواسطى انظمة القيادة , هي الاسلحة التي سنستخدمها ,يشمل هذا الكلام
    صواريخ ارض -جو (SAM ) و المدفعية المضادة للطائرات (AAA) فضلا عن الطئرات الاعتراضية (Interceptor) المسلحة بصواريخ جو-جو







    القيادة و السيطرة (C&C):
    نعود للتعريف الموجود في الاعلى تجد فيه اننا يجب ان نخضع كل الموارد المتاحة لنا , لنظام قيادة و سيطرة (Command and control )


    *القيادة (Command) :

    حين نقول عن شخص او جهة او نظام انه القائد , فهذا معناه انه السلطة العليا في هذه المؤسسة و هو المسؤول عن وضع اهدافها فضلا عن تحكمه بباقي المرؤسين في المؤسسة او النظام , وتحكمه في مواردها (resources )

    مسؤولية القيادة تحصر في قيادة الاعمال المباشرة لتلك الموارد التي تخضع للسيطرتها , لتحقيق الاهداف التي وضعها هو بنفسه مسبقا ..



    **السيطرة (Control):
    ان القيادة لوحدها لاتكفي لتحقيق اهداف النظام او المؤسسة , و لايمكن ان تقوم القيادة فقط بتنفيذ كل ما يلزم لتحقيق المهام المطلوبة , لذلك وجدت السيطرة .
    مفهوم السيطرة (Control ) هو نفس مفهوم القيادة (Command ) ولكن على نطاق اضيق , فكل مسيطر او متحكم (Controller ) يعتبر تابعا للقيادة و مسؤولا عن عملية صغيرة .
    هذه العملية الصغيرة هي احدى الخطوات التي يقوم القائد بطلب تنفيذها لتحقيق الاهداف التي وضعها





    اذا مما سبق , القيادة هي المتحكمة بالنظام ككل و هي المسؤولة عن وضع اهداف لتحقيقها , و يتم تحقيق هذه الاهداف عبر تشغيل وظائف و عمليات فرعية تتحكم في كل واحدة منها منظومة سيطرة (Control)
    تعمل منظومات التحكم بأمر من القيادة لتحقيق الاهداف الموضوعة و يكون التنسيق بينها من مسؤولية القيادة .




    عدم التعارض(Deconfliction):
    كما تحدثنا سابقا , فاحد مهام النظام ان ينسق بين الموارد المختلفة التي يقودها
    لذلك تقسم المناطق التي تعد في مرمى نظر النظام الى دوائر متداخلة
    عند حصول الاختراق ف الاولى فإن الخيار المتح للنظام هو ارسال طائرات الاعتراض (interceptors)
    فإذا دخل الطيران المعادي الدائرة التي تليها فالحل هو الصواريخ الدفاعية البعيدة
    و كل يقل مدى الصواريخ المستخدمة كلما تجاوز االاختراق دائرة , ال ان يصل الى المدفعية المضادة للطيران (AAA)




    تاريخيا :
    تعود اول محاولة لايجاد تكامل بين عناصر الدفاع الجوي الى البريطانيين في الحرب العالمية الثانية

    اما اول حزام دفاعي جوي كان يدعى
    Kammhuber Line

    نسبتة الى مخترعه الالمانيJosef Kammhuber
    الذي بناه بهدف التصدي للقاذفات الاستراتيجية
    للاسف بالرغم انه تواجدت افكار ممتازة , الا ان عدم ايمان هتلر بفعالية التكامل الجوي
    ادت الى شح المال المنفق على تطوير ابحاث متعلقة به
    مما اعطى الافضلية للبريطانيين الذين عرفوا اهمية التكامل الدفاعي الجوي , الذي اعطاهم عوامل تفوق على الالمان بالرغم من ان الصناعة الالمانية كانت متفوقة في العديد من النواحي

    عربيا يعد حائط الصواريخ المصري السفاح الذي بنوه بدأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمساعدة السوفيت و استكمله انور السادات ..
    اكثر ما يميز هذا النظام ان المصريين جازفوا فيه باستخدام مقاتلات الميغ 21 الاعتراضية في نفس اماكن استخدام صواريخ السام 2 , غالبا كان هذا لمحاولة اجبار الطائرات الاسرائيلية على الانخفاض ليستقبلها نظام السام -6 الذي اخطا الاسرائيليون بظنهم القدرة على تجاوزه , ولكن ما لم يعرفوه ان النظام احتوى على متتبع الكتروبصري


    وبالنسبة للعراق فقد كان نظام KARI الذي بنته شركة -Thomson-CSF-
    والذي احتوى النظام على منظومات شرقية و غربية , بالاضافة الى نظام ادارة معارك يدعى ASMA

    نظريا , كانت للنظام القدرة على التصدي لهجوم مابين 20-40 طائرة
    احتوى النظام على ما يقارب 7000 صاروخ مضاد للطيران(سام 2-3-6)
    و حوالي 10,000 مدفعية مضادة للطيران
    و طائرات مقاتلة من نوع (Mirage F1) و(MiG-29 ) و MiG-25

    cc-130 Hercules


    cc-130 Hercules

    الفيل الطائر

    الطائرة CC-130 Hercules الفيل الطائر
    نتاج شركة لوكهيد مارتن الامريكية
    Lockheed-Martin


    المواصفات الفنية

    29.79 م الطول
    40.41م العرض
    11.73 م الارتفاع
    70 طن الوزن
    556 km/h السرعة
    10,770 ارتفاع السقف الداخلى
    من 3,960 كم الى 9,790 المدى
    17,320 ك او 92 راكب الحمولة

    الطاقم
    2 طيارين
    1 ملاح
    1 مهندس طيران
    1 ظابط اطلاق
    2 فنين فضاء

    المهام الموكلة الى الطائرة
    المهمة الرئسية هى النقل
    نقل المعدات و الجنود

    المهام الفرعية
    المدفعية الجوية
    القصف الصاروخى
    اعمال التزود بالوقود فى الجو


    بداية دخولها الخدمة
    1960

    bullet, الرصاصة, الفضية, silver Silver Bullet الرصاصة الفضية




    لقد أتاحت عملية عاصفة الصحراء Desert Storm الفرصة لفحص والتحقق من أداء وفاعلية السلسلة M829 ، حيث ساهمت هذه في ضرب وتدمير المئات من الدبابات سوفييتية الصنع والخاصة بالجيش العراقي ، وفي أغلب الأحيان مع معادلة قذيفــــة واحــــــدة = دبابـــــة واحــــدة .

    قذيفة الطاقة الحركية M829A1 على سبيل المثال ، التي حملت لقب "الرصاصة الفضية" Silver Bullet من قبل أطقم الدبابات الأمريكية في عملية عاصفة الصحراء (سميت بهذا الاسم بسبب لمعانها شبه الفضي والناتج عن طلاء الألمنيوم)، صممت خصيصاً للإطلاق من المدفع M256 عيار 120 ملم الخاص بالدبابة M1 Abrams ، واعتبرت عند دخولها الخدمة في العام 1988 ، واحدة من أكثر الأسلحة المضادة للدروع المطلقة من الدبابات فاعلية ، وكانت قادرة عند استخدامها لأول مرة في حرب الخليج العام 1991 ، على دحر جميع الدروع المقساة التي واجهتها ، بما في ذلك تلك الخاصة بالدبابات الروسية T-72 . اشتملت القذيفة في بنائها العام على قضيب خارق طويل من اليورانيوم المستنزف DU ، مجهز في مقدمته بغطاء فولاذي بالستي لتخفيض التشويه الحراري الواقع على قضيب الخارق ، بالإضافة إلى زعانف اتزان ذيليه سداسية الأنصال من الألمنيوم ، متصل بها وحدة الراسم أو الخطاط tracer . خارق القذيفة M829A1 محاط بقبقاب ثلاثي الأجزاء من الألمنيوم ، لتثبيت المقذوف في داخل تجويف السبطانة ، وتركه بعد مغادرة فوهة السلاح بسبب قوى الديناميكا الهوائية aerodynamic forces .




    ويعتقد الخبراء أن خارق القذيفة M829A1 قادر على ثقب نحو 540 ملم من الفولاذ المتجانس RHA عند زاوية التقاء مقدارها صفر درجة ، أو 630 ملم عند زاوية 60 درجة عند مدى 2000 م . القذيفة M829A1 توقف إنتاجها في أواخر العام 1993 بعد أن جرى تصنيع أكثر من 177,000 وحدة منها .. يبلغ وزن كامل القذيفة 20.97 كلغم ، وطولها 984 ملم . أما وزن المقذوف فيبلغ 9 كلغم ، وطوله من مقدمة الرأس لمؤخرة الذيل 780 ملم ، منها 684 ملم هي طول قضيب DU الخارق ، الذي يمتلك قطراً يبلغ 22 ملم ووزناً يبلغ 4.6 كلغم . ونتيجة لوزن الخارق الثقيل وكذلك الأمر بالنسبة للقبقاب ، فإن سرعة الفوهة للمقذوف تبلغ1575 م/ث فقط ، ومع ذلك فإن نسبة الطول/القطر البالغة 1:31 تعطيه قوة ثقب ممتازة ، حتى عند مداه الأقصى المؤثر البالغ 3000 م (تنخفض سرعة الخارق عند هذا المدى حتى 1450 م/ث مع قدرة نفاذ تبلغ 509 ملم من الفولاذ المتجانس) .
     لمزيد من المعلومات يمكنك متابعتنا على موقعنا 
    منتدى ساحات الطيران
    رد مع اقتباس

    موسوعة الصياد الليلي night hunter


    المروحية الضاربة الليلية الروسية Mi-28 والتي تدعى الصياد الليلي NIGHT HUNTER وأحياناً تسمى بالمقاتل المتسلسل SERIAL KILLER تستخدم لتدمير الأهداف الجوية بطيئة و متوسطة السرعة وكذلك الأهداف الأرضية المدرعة و المحصنة بالإضافة إلى الإسناد الناري للقوات البرية بدقة عالية وفي كافة الأجواء ،ليلاً ونهاراً ، وعند التواجد الكثيف لوسائل الدفاع الجوي المعادي ،و تقوم بتنفيذ المهام القتالية بصورة منفردة أو على شكل مجموعة من عدة مروحيات في الجبهة القتالية أو في عمق العدو وعلى ارتفاعات منخفضة باستخدام منظومة تتبع التضاريس.
    كما يمكنها تنفيذ مهام زرع الألغام الأرضية،وكذلك كشف وتدمير القطع البحرية الصغيرة وهذه المروحية مزودة بوسائل حماية الطاقم من الإصابة بطلقات العدو، كما يمكن الهبوط بها عند حدوث بعض الاضرار فيها وايصال الطاقم بسلام إلى الأرض ،وفي حالات الإصابة الكبيرة وعجزها عن الإستمرار بالطيران ،يستطيع الطاقم تركها والهبوط بالمظلة على ارتفاع أكثر من 100 متر ،وعندما يكون ارتفاعها أقل من ذلك فإنها توفر وسائل حماية الطاقم عند ارتفاعها بالأرض.
    يمكن استخدامها في حالات الضرورة لإنقاذ طواقم المروحيات الأخرى المصابة حيث صممت لحمل 2-3 أشخاص إضافة لطاقمها كما تستطيع المروحية تنفيذ الطيران الحلقي LOOP ،يمكن نقلها كاملة بدون الحاجة إلى تفكيك عدا المروحة الرئيسية في طائرات النقل IL-76 و An-124 و An-24 .


    المهام المنفذة:


    تستطيع هذه المروحية أن تنفذ المهام التالية :-
    1. البحث في جبهات القتال عن الدبابات والمدرعاات و الأشخاص وتدميرها.

    2. تدمير الأهداف الأرضية المحصنة.
    3. زرع حقول الألغام.
    4. معالجة الاهداف الجوية البطيئة و السريعة التي تحلق على الارتفاعات المنخفضة ،ليلاً ونهارا ًوفي كافة الظروف الجوية.
    5. الإختباء خلف الحواجز وكشف الاهداف ومعالجتها أو ارسال المعلومات إلى المروحيات الاخرى لمعالجتها.
    تتمكن هذه المروحية من تنفيذ المهام أنفاً لامتلاكها مايلي :-
    1. طاقم تسليح عالي الدقة.
    2. طاقم منظومات الكترونية وراديوية متكاملة العمل فيما بينها .
    3. وسائل حماية الطاقم من نيران العدو.
    4. وسائل حماية المروحية و المنظومات الحيوية من نيران العدو.
    5. استخدام مواد جديدة في بناء الجسم و المقاومة للاصابات الحربية بما في ذلك منظومة الوقود لغرض منع إشتعال الوقود أو انفجارة
    .

    نبذة تأريخية:-

    تم تصميم المروحية MI-28N من قبل مكتب التصميم المعروف Mil باستخدام الخبرة الطويلة في تصميم وإنتاج المروحيات السابقة MI-8 و Mi-17 و Mi-24 .
    في عام 1993 وضعت تصاميم المروحية على أساس التحديث الكبير للمروحية Mi-28 باستخدام طاقم جوي الكتروني AVIONICS جديد متكامل من الجيل الخامس ،يستخدم لتنفيذ الواجبات ليلاً وعلى الارتفاع المنخفض باستخدام منظومة تتبع التضاريس الأرضية.
    أعلنت مسابقة في بداية الثمانينات في عهد الإتحاد السوفيتي حول تصميم مروحية مقاتلة من الجيل الجديد ،وقد اشترك فيها كل من مكتبي التصميم السوفيتين المعروفين Mil و Kamov ،الأول بالمروحية Mi-28 و الثاني بالمروحية Ka-50 ،تعثر المشروع بسبب الأزمات الاقتصادية لعقد من الزمن ،بحيث أصبحت معدات هاتين المروحيتين قديمتين مما تطلب الأمر تحديثها.ومن جانب أخر ،تعقد الأمر بالنسبة للمروحية Mi-28 حين أعلن فوز المروحية Ka-50 بالمسابقة ودخولها في تسليح الجيش الروسي عام 1995 ، وبسبب ذلك و بالإضافة إلى تقليل التخصيصات الحالية على معدات التسليح عموماً،وعلى مصانع المروحيات خصوصاً ، قام رئيس المصممين Vineberg في عام 1993 باتخاذ قرار إيقاف الاختبارات الحكومية على المروحية Mi-28 في مراحلها النهائية ،وتركيز الجهد والاهتمام على تصميم مروحية جديدة بطاقم متكامل من معدات الجيل الخامس على أسا س نفس المروحية Mi-28 ، ولهذا الغرض تقرر استخدام الطراز Mi-28A بدون تغيير للجسم ، وكان المصممون متأكدين من صحة الاختبار لأن جسم المروحية أثبت جدارته خلال 20 عاماً من الاختبارات و الخدمة في الظروف القتالية Mi-24 ، وتم عرض أول نموذج للمروحية MI-28N على الارض في الاستعراض الجوي الروسي MAKS-95 والذي أذهل العديد من الاختصاصيين الغربيين و الروس .
    تم إخراج أول مروحية من المصنع بتاريخ 16/8/1996 . وتم تنفيذ أول طلعة طيران بتاريخ 14/11/1996 ، وتم تصنيع المروحية Mi-28 في مصنع Rostvertol في مدينة Rostov الروسية،و تم تركيب محطة رادارية ذات هوائي كروي ثبت فوق مروحة الرفع ، ومشابهة للطائرة الأمريكية AH-64 Apache ولكن تفوقها بكونها ،أي المحطة الرادارية الروسية ،بأنها تستخدم لتوجيه الصواريخ وتنفيذ المهام القتالية و الملاحية.
    وفي تاريخ 20/ 1/2005 أعتبرت المروحية من الجيل الجديد وتم إدخالها ألى الخدمة على شكل مجموعات إبتداءً من النصف الثاني لعام 2005 وبواقع 3 مروحيات لهذا العام،ثم تم تسليم 16 مروحية أخرى خلال الأعوام 2006- 2008 . وبتاريخ 17/1/2007 أثبتت الطلعات الجوية الإختبارية المتانة العالية للمروحية، وبتاريخ 12/4/2007 تم التخطيط لتجهيز القوات المسلحة الروسية 10 مروحيات كل سنة .
    وفي تاريخ 30/10/2007 تم إنهاء المرحلة الأولى من الاختيارات الحكومية بنجاح، وفي ديسمبر عام 2008 تم إنهاء المرحلة الثانية من الاختبارات ،وحسب برنامج التسليح الحكومي الروسي فإنه سيتم إتمام تسليح القوات الروسية بالمروحيات عام 2015 ، وهذا ما ذكره قائد توجيه طيران الجيش الروسي،تم تنفيذ أكثر من 300 طلعة طيران ناجحة وحسب البرنامج، ومن المتوقع تسليم الجيش الروسي 300 مروحية ،ضمنها 50 لغاية عام 2010 ، ويذكر أنه في الوقت الحاضر تعتبر المروحية Mi-28 أساس التسليح الروسي ، وقد إشتركت المروحية في المناورات الروسية البيلوروسية عام 2006 والعرض الجوي MAKS-2007 .



    المميزات التصميمية للمروحية

    - صمم جسم المروحية بالشكل الكلاسيكي بمروحة رفع واحدة، ومروحة توجيه في الذيل ،وجناحين قصيرين و 3 عجلات ،المروحة رباعية على شكل X مصنوعة من الدائن بلاستيكية ومواد مركبة ،تتمكن من تحمل الإصابة بطلقة عيار 30 ملم دون سقوط المروحية .
    - استخدام كذلك مخفض سرعة جديد بتكنولوجيا محدثة ،يؤمن إيصال أعلى قدرة من المحركات إلى مروحة الرفع لزيادة السرعة القصوى للمروحية.
    - الجسم مصنوع من سبائك الألمنيوم والليثيوم ،كما استخدمت بنسبة كبيرة المواد المركبة Composite Materials ، يقسم الجسم إلى 3 أجزاء،أما مي ووسطي مركزي وخلفي لمجموعة الذيل والدفة ، الجزء الأمامي يحتوي على كابينتين ،أمامية للملاح المقاتل ، وخلفية للطيار ، توجد في مقدمة الجسم من الأسفل منصة لتثبيت محطة الكشف و التسديد وكذلك المدفع،في المنطقة الواقعة تحت كرسي الطيار تم تركيب المنظومات الكهربائية والطاقم الملاحي ، وفوق سقف الجزء المركزي تم تثبيت المخفض و المروحة والمحرك الثانوي ومعدات منظومة التبريد ،أما المحركين الرئيسيين فقد تم تركيبهما على جانبي الجسم من الأعلى ، وقربهما ثبتت المخفضات الزاوية وكذلك الأجنحة.
    - في الجزء الأسفل من الجسم ركبت حاوية خزانات الوقود ،وفوق الحاوية ثبتت المنظومات والأجهزة ،أما المعدات الثقيلة فقد تم تركيبها قرب مركز ثقل المروحية لزيادة مناورات المروحية ، القسم الخلفي من الجزء المركزي فارغ لإمكانية نقل بعض المعدات والأجهزة،أو إخلاء 2-3 أشخاص في الحالات الطارئة ، تم عمل أغطية وأبواب على جسم المروحية لتسهيل أعمال خدمتها وصيانتها.
    - الجزء الخلفي صمم لتثبيت عناصر نقل الحركة لمروحة الذيل والدفة،وتحت نهاية الجزء الخلفي تم تثبيت العجلة الخلفية،الجنح بطول 4,88 متر مثبت في منتصف الجسم ومصنوع من سبائك الألمنيوم ،أما المقدمة والجزء الخلفي فقد تم تصنيعهما من المواد المركبة ، يستخدم الجناح لحمل الصواريخ و المدافع وكذلك خزانات الوقود الإضافية ، الجناح قابل للقذف في حالات الضرورة.
    - استخدمت 3 عجلات ثابتة للحركة ، مزودة بمبيدات خاصة لامتصاص الصدمات الكبيرة، في حالة إصابة المروحية إصابة بالغة من ارتفاع منخفض مما يؤدي إلى توقف المحركات أو عطب كامل لمروحة الرفع فإن المروحية ستسقط على الأرض بسرعة تصل إلى 12 متر /الثانية.
    - إذا حصلت الإصابة على ارتفاع أكثر من 100 متر فانه سيتم قذف ريش مروحة الرفع و الأجنحة وأبواب الكابينات ،ثم يتم قطع أحزمة تثبيت الطيار و الملاح المقاتل بآلية خاصة ، وبعد ذلك يتم نفخ وسادات خاصة لحماية أفراد الطاقم من الاصطدام بالعجلات أو المدافع عند الخروج من المروحية ، وبعد ذلك يقفز الطاقم بالمضلات ،أما إذا حدثت الإصابة على ارتفاع أقل من 100 متر ، فانه سيتم اشتغال آلية سحب أحزمة الطاقم لتثبيتها على الكرسي بمتانة، وعند سقوط المروحية واصطدامها بالأرض ،سيتم بالبداية امتصاص الصدمة بواسطة منظومات المبيدات الخاصة في العجلات الثلاث ، ثم بعد ذلك يتم امتصاص الصدمة من آليات الكراسي التي له القدرة على تخفيض صدمة بقوة 50-60 تعجيل أرضي g إلى 15-17 .

    - من جانب أخر في حالة عطب مروحة الذيل بصورة كاملة ،فان الطيار يستطيع العودة بالمروحية إلى المطار ، حيث يتم تعويض عزم مروحة الذيل بواسطة الدفة ، ويتم بذلك الهبوط بطريقة الطائرات الإعتادية أو بطريقة الدوران الذاتي Autorotation عندما يكون عزم النفث للصفر.
    - تم وضع درع لحماية المنظومات و المعدات المهمة لسلامة المروحية وإمكانية عودتها إلى المطار في حالة تعرضها لطلقات خارقة حارقة عيار 12,7 ملم وطلقات عادية عيار 20-23 ملم،وتم تبديل ناقلات الحركة الهيدروليكية المعرضة لحظر الحريق إلى هوائية ،بالإضافة إلى أنه تم تركيب حهازين من كل من المعدات المهمة عناصر منظومة التحكم و المنظومات الكهربائية و توزيعها على جانبي جسم المروحية لتفادي إصابتها بضربة واحدة.
    - مروحة ذيل بقطر 3,84 متر رباعية مصنوعة من المواد المركبة و البلاستيكية و الزجاجية.
    - من المسائل المهمة في تصنيع مروحيات عائلة Mi-28 هو ضمان سهولة الخدمة الفنية لها ولأول مرة في تاريخ التصنيع الروسي تم استخدام مفاصل كروية مرنة بدلاً من المفاصل الافقية و العمودية أو المحورية،في تصنيع أذرع مروحة الرفع،هذه المفاصل معدنية و مرنة تضم في داخلها طبقات مطاطية رقيقة لا تحتاج الى تشحيم ،في حين الانواع السابقة كانت تستخدم بيرنجات ذاتية التشحيم ، ولزيادة فعالية التحكم وزيادة الاستقرارية العرضية للمروحية ،تم زيادة التباعد المكافئ لمفاصل الأذرع ولكن بالمقابل حصلت زيادة في عدم الإستقرارية الطولية،ولغرض التعويض عن ذلك تم استخدام موازن دفة مرن التثبيت ومتحرك ذو قطع خلفي غير متناظر ، وتم تثبيتة في أعلى الدفة من الجهة المعاكسة لها لإبعاده عن تيار هواء مروحة الذيل .
    - ثم تثبيت ساق الذيل للأسفل لمنع حدوث إصطدام ريش المروحة معها، كما كان يحصل في المروحيات Mi-24 و Mi-8 عند استخدام الطيار البدلات أثناء المناورات القوية وبالأحمال الكبيرة.
    - تم التركيز على تسهيل أعمال الخدمة الفنية و الصيانة للمروحية كما ذكر آنفاً وخاصة أثناء هبوطها بصورة مستقلة في مناطق بعيدة عن المطارات ، ولذلك أصبحت في مروحتي الرفع و الذيل نقطتي تشحيم بدلاً من 20 نقطة في المروحية Mi-24 ، كما أن تصميم حاوية المدفع NPPu-28 الجديدة أدى إلى سهولة تفكيك المدفع 2A42 بدون الحاجة إلى أعمال نزعها، وبالمقارنة مع المروحية Mi-24 فان حجم أعمال الخدمة الفنية قد تم تقليصه إلى 3 مرات تقريباً.

    الكبائن

    تضم المروحية كابينتين : الأولى في المقدمة للملاح المقاتل و الثانية للطيار وتقع خلف الأولى و أعلى بقليل لإتاحة مجال أكبر للرؤية الجيدة للطيار ، الكبائن منفصلة عن بعضها ، ويوجد درع واقي بين الكابينتين مقاوم للطلقات عيار 20 ملم، إن عزل الكبائن وحمايتها بدرع يقلل من احتمال إصابة الطيار و الملاح في أن واحد ، لذلك فعند إصابة أحدهما ،يستطيع الاخر العودة بالمروحية الى القاعدة بسلام.
    يقع باب كبينة الملاح المقاتل إلى جهة اليسار ، أما باب كبينة الطيار فانه على جهة اليمين ، أبواب وزجاج الكبائن مزودة بآليات القذف الاضطراري ، الكبائن مزودة بدرع من سبيكة التيتان Titan مغطاة بالسيراميك،ومصممة على شكل أسطح مستوية ، الزجاج مقاوم للطلقات المباشرة عيار 12.7 ملم،بالإضافة إلى أن الأغطية السيراميك المتضررة قابلة للتبديل.
    الكراسي طراز Pamir-k مصنعة من قبل مصنع Zvezda المعروف مزودة بآليات امتصاص الصدمات القوية كما ذكر آنفاً.

    المحركات

    ركب على المروحية محركان نفاثان طراز TV3-117VMA بقدرة 2200 حصان لكل منهما ،كما تم تزويد مداخل الهواء للمحركين بمعدات الحماية من الاتربة والغبار ، كما تم تزويدهما بواقيات حرارية لتقليل البصمة الحرارية بمقدار 1،5 مرة، ركبت منظومة الكترونية للتحكم بقدرة المحركات.
    تم تثبيت المحركات على جانبي الجسم ووضع بينهما المخفض الرئيسي ، مما يؤدي إلى تفادي إصابة المحركين بطلقة واحدة ،كما يحصل كثيراً في المروحيات Mi-8 و Mi-24 ، عند عطب أحد المحركين فان الثاني سيتحول أوتوماتيكياً إلى نظام العمل الأقصى.

    منظومات المروحية
    يحتوي طاقم المنظومات المتكاملة على ما يلي :
    1. محطة رادارية للكشف و توجيه الصواريخ.
    2. محطة كشف وتسديد مثبتة على منصة الملاح المقاتل.
    3. محطة تلفزيونية حرارية مع جهاز مدى ليزري للطيار.
    4. منظومة الخوذة لإلتقاط وتبين الهدف و التسديد للطيار.
    5. نظارات الرؤية الليلية للطيار.
    6. منظومة ملاحية متكاملة ومنظومة تتبع التضاريس.
    7. طقم حاسبات لمعالجة المعلومات.
    8. منظومة رسم الخرائط الأرضية المجسمة .
    9. منظومة الخارطة المتحركة.
    10. منظومة التحذير من الاشعاع.
    11. منظومة التعارف.
    12. طاقم الإتصال وتبادل المعلومات .
    13. منظومة التحكم بالتسليح.
    14. منظومة الفحص الذاتي للمحرك ومنظومات الطائرة.

    المحرك ومنظومات الطائرة

    تم تركيب المحطة الرادارية طراز Arbalet من تصنيع شركة Phazatron للبحث عن الأهداف الجوية و الأرضية و أطلاق الصواريخ الموجهة عليها ،وكشف الموانع الأرضية مثل الأشجار المتفرقة وأعمدة الكهرباء ،وكذلك المساعدة على تنفيذ الطيران في كافة الأوقات على الارتفاعات المنخفضة 5-15 متر وتنفيذ الألعاب الجوية .
    ركب هوائي المحطة فوق المروحة الرئيسية وهذا يعطي إمكانية بقاء المروحية خلف الحواجز مع ظهور الهوائي فقط،لكشف الأهداف وتحديد أنواعها وتبادل المعلومات عنها مع المروحيات الأخرى ، ثم معالجة الأهداف بوسائلها التدميرية ، أو توجيهه طائرة أو مروحية أخرى لهذا الغرض.
    تستطيع المحطة كشف الهدف الجوي على مسافة 15 كم وكذلك كشف صاروخ Stinger على مسافة 5 كم، أما الأهداف الأرضية فإنها تكشفها على مسافة 8-25 كم، للمحطة زوايا كشف بالسمت 360 درجة وفي المستوى العمودي +30 للأهداف الجوية ، أما الأرضية فان زوايا الكشف بالسمت 120 وبالمستوى العمودي 60 ، تستطيع المحطة تتبع 20 هدفاً في آن واحد.
    اما محطة الكشف و التسديد المثبتة على المنصة للمقاتل فإنها ذات 3 قنوات مراقبة بصرية وحرارية وتلفزيونية لكشف الأهداف وإطلاق الصواريخ والتحكم بالمدفع.
    إن المحطة التلفزيونية الحرارية ونظارات الرؤية الليلية وخوذة التوجية الخاصة بالطيار فانها تعطي المعلومات الحرارية و التلفزيونية للموقف الميداني في كل الاتجاهات ، وكذلك باتجاه حركة رأس الطيار من منظومة الخوذة أو من حاسب الطاقم.
    لتنفيذ المهام الملاحية للمروحية استخدمت منظومة القصور الذاتي الجايروسكوبية المرتبطة مع منظومة الملاحة الفضائية GPS في طاقم ملاحي متكامل ، بالإضافة إلى منظمة الملاحة بالمجال المغناطيسي الأرضي وهي منظومة جديدة مكملة للطاقم الملاحي.

    لغرض تنفيذ المهام ليلاً ونهاراً وعلى الارتفاع المنخفض ،تم استخدام منظومة مسح التضاريس الارضية ذات الدقة العالية في مسح الأرض وإرسال المعلومات عن ميدان القتال إلى طاقم الحاسبات ، تقوم الحاسبات على ضوء هذه المعلومات بتكوين شكل مجسم ثلاثي الأبعاد عن طبيعة التضاريس التي تحلق فوقها المروحية وعرضها على الشاشة الملونة .
    كما تم استخدام منظومة الخارطة المتحركة Moving Map لبيان حركة المروحية على الأرض أثناء طيرانها ،على شكل نقطة متحركة على الخارطة ورسم مسار حركتها وتبينها على الشاشة، وبتنسيق العمل مع المنظومات والحاسبات يمكن الطيران على الارتفاع الوطئ وتتبع التضاريس ليلاً أوتوماتيكياً أو يدوياً.

    ركبت على المروحية أيضاً منظومة التحذير من الإشعاع الراداري والليزري، مرتبطة مع منظومة إطلاق التشويشات الرادارية والحرارية أوتوماتيكياً لحماية المروحية من الأسلحة الموجهة العادية .
    المروحية مزودة كذلك بمنظومة التعارف IFF لتمييز الطائرات المعادية عن الصديقة ،وقد ركبت على المروحية منظومة اتصال وتبادل المعلومات ،تؤمن إجراء الاتصال الراديوي بين المروحية و المروحيات والطائرات الأخرى وكذلك مراكز القيادة الأرضية ،وكذلك إجراء المكالمة الداخلية بين أفراد الطاقم واختصاصي التجهيز الأرضي قبل الطيران ، وتسجيل جميع المكالمات داخلياً وإمكانية ارسال التسجيلات راديوياً إلى مراكز القيادة ،بالإضافة إلى تبادل المعلومات بين المروحيات أو مع مراكز القيادة الأرضية ، وكذالك إعطاء الرسائل التحذيرية الصوتية في الحالات الطارئة إلى أفراد الطاقم.
    لمروحية مزودة بمنظومة التحكم بالتسليح لإختيار نوع السلاح ، والسيطرة على النار حسب نوع الهدف و الموقف القتالي وتعرض جميع المعلومات على شاشات ملونة من نوع البلورات السائلة LCD Liquid Crystal Display مشابهة لتلك المركبة على طائرات الجيل الرابع ، عدد الشاشات 6 ،ثلاثة في كل كابينة.
    توجد أيضاً منظومة الفحص الذاتي للمحرك ومنظومات الطائرة المروحية تقوم بفحص المنظومات بصورة مستمرة وعرض النتائج على الشاشة ، ويتم تنفيذ المهام كلها ومعالجة المعلومات و تداولها بين المنظومات وتبينها على الشاشات عن طريق طاقم حاسبات متكامل في منظومة موحدة تتألف من 3 حاسبات مركزية رقمية بالاضافة الى مجموعة من الحاسبات الثانوية الاخرى.

    التسليح

    يمكن تسليح المروحية بحمولة 2300 كجم على 4 نقاط تعليق بالاسلحة التالية :
    1. صواريخ موجهة جو – جو .
    2. صواريخ موجهة جو – أرض .
    3. صواريخ غير موجهة جو - أرض .
    4. مدافع.
    يمكن أن تحمل المروحية صواريخ جو – جو الموجهة الحرارية نوع Igla ذات مدى الإطلاق 6 كم. وكذلك صواريخ جو - أرض الموجهة بالراديو نوع Ataka عالية الدقة وبكافة طرازاتها ،وهي ضد الدروع و التي بإمكانها إختراق درع فولاذي بسمك 80 سم علماً إن مدى الإطلاق يتراوح بين 1-5،8 كم.
    إن استخدام هذه الصواريخ الموجهة بالراديو تتفوق على مثيلاتها المجهة بالليزر لانها أفضل في ظروف الدخان و الضباب و الغبار الكثيفة. في الوقت الحاضر جاري العمل على تصنيع طراز جديد من هذه الصواريخ Ataka -D بمدى إطلاق يصل إلى 10 كم.
    كما يمكن استخدام صواريخ جو - أرض الموجهة رادارياً نوع Khrizantema التي تطلق من مدى 6 كم و التي تستطيع اختراق درع فولاذي بسمك 1،25 متر.
    والعمل جاري أيضاً لتسليح المروحية بالصواريخ الموجهة جو – جو نوع R-73 لمعالجة الأهداف المناورة بحمل يصل إلى 129 في مجال السرعة من صفر أي مروحية معاقة في الهواء إلى 2500 كم/ساعة أي طائرة مقاتلة. وكذلك العمل جاري على تسليح المروحية بالصواريخ الموجهة ضد الرادارات نوع Kh-25MP لمعالجة رادارات الدفاع الجوي المعادية.
    يمكن تسليح المروحية بالصواريخ غير الموجهة جو - أرض نوع S-80 عيار 80 ملم في الحاويات B8v20-A أو نوع S-13 عيار 122 ملم في الحاويات B13L1 وكذلك S-57 عيار 57 ملم وكذلك S-24 أما المدافع فقد تم تركيب مدفع داخلي متحرك بزاوية السمت و المستوى العمودي طراز 2A42 عيار 30 ملم داخل حاوية NPP4-28N مع 250 طلقة، كذلك يمكن تركيب مدفع خارجي عدد 2 طراز GSh-23L عيار 23 ملم بالحاويات 4Pk-23-250 مع 250 طلقة في كل حاوية على الأجنحة،المدفع المتحرك يدور بزاوية 110 بالسمت ومن -40 إلى +13 في المستوى العمودي ويستخدم من قبل الملاح المقاتل،وكذلك يمكن إجراء التسديد من قبل الطيار بواسطة منظومة الخوذة .
    يمكن أن تستخدم المروحية لزرع حقول الألغام ولهذا الغرض تستخدم حاويات KMGU-2 والتي تركب تحت الأجنحة .
    عموماً يمكن تسليح المروحية بالانواع و الاعداد التالية من السلاح :
    1. 16 صاروخ جو - جو نوع Ataka .
    2. 8 صاروخ جو – جو نوع Igla .
    3. 80 صاروخ غير موجهة نوع S-8 .
    4. 2 صاروخ غير موجهة نوع S-13 .
    5. صاروخ غير موجهة نوع S-24 .



    المواصفات الفنية و التعبوية

    1. الطاقم 2
    2. أبعاد المروحية:
    الطول : 17 متراً
    الارتفاع : 3،82 متر
    العرض : 5،89 متر
    قطر مروحة الرفع : 17،2 متراً
    3. الاوزان:
    وزن الطائرة فارغة : 8،6 طن
    وزن الإقلاع الاعتيادي : 10،7 طن
    وزن الإقلاع الأقصى : 12،1 طن
    وزن الحمولة الحربية : 2,3 طن
    4. كمية الوقود الكلية : 1720 لتر
    5. سرعة المروحية:

    أ‌) القصوى 320 كم/ساعة
    ب‌) الاقتصادية : 270 كم/ساعة
    ت‌) الطيران إلى الجانب 100 كم/ساعة
    ث‌) الطيران إلى الخلف : 100 كم /ساعة
    6. السرعة العمودية : 13,6 متراً/ثانية
    7. المديات:
    نصف قطر الطيران 435 كم
    المدى الكلي 100 كم
    8. ارتفاع الطيران:
    السقف العملي 5700 متراً
    السقف الاستاتيكي : 3600 متراً
    9. المحركات:
    عدد 2 طراز TV3-117 VMA
    القدرة: 2×2200 حصان.



    المعركة المحتملة




    يشكل القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على النفط الإيراني، والذي اتفق عليه يوم الاثنين وزراء الخارجية الأوروبيون، قنبلة موقوتة، من المقرر أن تنفجر يوم 1 يوليو (تموز). في ذلك اليوم، بحسب حزمة إجراءات مطروحة على الطاولة في بروكسل، ستتوقف أوروبا عن استيراد النفط من إيران، وهو ما يمثل نحو خمس إجمالي صادرات الدولة. في الوقت نفسه، سيتم فرض عقوبات أميركية تستهدف التمويل العالمي لتجارة النفط في إيران. وربما يكون ما زال بإمكان إيران تصدير كمية من نفطها إلى آسيا، ولكن بخصومات كبيرة.


    وعلى عكس العقوبات السابقة على إيران، سوف يلحق حظر النفط الضرر بجميع المواطنين ويمثل تهديدا للنظام. لقد ذكرت طهران منذ وقت طويل أن تلك الإجراءات ستكون بمثابة إعلان للحرب على إيران، وهناك خبراء قانونيون في الغرب يوافقون على هذا الرأي، بيد أن التهديد بصدام مباشر في الخليج تراجع خلال نهاية الأسبوع عندما عبرت حاملة الطائرات «يو إس إس لينكولن» وفرقة عملها التي تضم الفرقاطة البريطانية «إتش إم إس أرغيل» وسفينة حربية فرنسية، مضيق هرمز من دون وقوع حوادث. وكان ذلك على الرغم من تحذيرات وجهتها قوات الحرس الثوري الإيراني بداية هذا الشهر مفادها أنها ستعترض طريق عودة حاملة الطائرات الأميركية إلى المنطقة.


    غير أنه من المؤكد أن التوترات ستظهر على السطح مجددا مع اقتراب موعد سريان العقوبات المفروضة على النفط. وقد بدأت الولايات المتحدة بالفعل في تكثيف وجودها العسكري في المنطقة، ويخطط الحرس الثوري الإسلامي الإيراني لألعاب حرب بحرية جديدة الشهر المقبل. وصرح قائد القوات البحرية، علي فدوي، لوكالة أنباء «فارس» في وقت سابق من هذا الشهر، بأن التدريبات المقبلة التي تحمل اسم «الرسول العظيم» ستكون مختلفة عن ألعاب الحرب السابقة، دون الخوض في التفاصيل.


    * إمداد النفط الإيراني يعتبر مضيق هرمز هو الشريان الرئيسي الذي تمد من خلاله منطقة الخليج العالم بالنفط. ربما يكون لقدر بسيط من الضغط تأثير غير متكافئ، برفع أسعار النفط الخام في العالم وحدوث مجاعات في الدول المعتمدة على النفط في العالم. عند أضيق نقطة له، بين شبه الجزيرة العمانية والجزر الإيرانية قبالة بندر عباس، يبلغ عرض المضيق 20 ميلا، لكن القنوات التي يتدفق أسفلها أكثر من ثلث النفط المنقول عبر المحيط (17 مليون برميل نفط يوميا) تعتبر أضيق، إذ يبلغ عرض ممرات ناقلات البترول في كل اتجاه ميلين فقط، عبر المياه العميقة قبالة عمان، ثم مجددا إلى أقصى الغرب، داخل المياه الإقليمية الإيرانية.


    ويعتبر هذا هو الموقع الذي تكون فيه ناقلات النفط أكثر عرضة لمحاولة من جانب إيران لإغلاق مضخة النفط العالمية. وما لبث مسؤول إيراني أن لوح باحتمال إغلاق المضيق، انتقاما من التهديد بفرض عقوبات على إيران، حتى ارتفع السعر العالمي للنفط الخام إلى 115 دولارا (74 جنيها إسترلينيا) للبرميل. وفي حالة ثبات هذا السعر على المدى الطويل، سيكون باهظا بالدرجة الكافية لكبح أي قدر ولو بسيط من الانتعاش الاقتصادي العالمي.


    وهذا ما يجعل إجراء القوات البحرية الإيرانية في الخليج سلاحا قويا، غير أنه بلا شك سلاح ذو حدين، ربما يكون أكثر إضرارا بإيران منه بخصومها، فبينما، ربما، تتمكن المملكة العربية السعودية من عبور المضيق بخط أنابيب نفطها، فإن كل وحدات النفط الطرفية الإيرانية تقع غرب نقطة الاختناق. سوف تقطع إيران شريان حياتها الذي يشكل أكثر من 60 في المائة من اقتصادها.


    إضافة إلى ذلك، فقد أوضحت الولايات المتحدة أن تعطيل الملاحة البحرية في الخليج «خط أحمر»، من شأنه أن يدفع لاتخاذ رد فعل عسكري شامل ستدخل فيه المنشآت النووية الإيرانية ضمن قائمة أهداف العملية العسكرية. وحتى الآن، استبعد الجيش الأميركي شن هجمات على البرنامج النووي، إذ إن تكاليف شن حرب ضد إيران تفوق مكاسب تأجيل البرنامج النووي، بحسب تقدير وزير الدفاع، ليون بانيتا، لعام أو عامين على الأكثر، لكن إذا كانت الولايات المتحدة ستدخل في حرب بشأن النفط، فإن تحليل التكلفة والعائد سيتغير.


    ومن ثم، فإن إغلاق المضيق على الفور – إن لم يكن عملا انتحاريا – فإنه سيضر بإيران أبلغ الضرر، غير أن الخيار الذي يواجه طهران ليس ثنائيا. ثمة خيارات كثيرة لا ترقى إلى مستوى الإغلاق الكامل للمضيق؛ أشكال من عرقلة تجارة النفط من شأنها أن ترفع سعر النفط الخام وتبقيه مرتفعا، على نحو يعود بنفع كبير على إيران، لكنه لا يصل إلى درجة أن يكون ذريعة لشن حرب. ومع ذلك، فإن انتهاج تلك الخيارات يتطلب دهاء وحكمة من جانب جميع الأطراف، وهذا ليس أمرا مطروحا بأية حال.


    ففي فترة يحتدم فيها التوتر بشكل دائم، بإمكان قائد قوات الحرس الثوري الإيراني ذي الحماسة المفرطة أن يستغل هذه اللحظة في شن حرب، أو قد يسيء قبطان أميركي عصبي، تفصل سفينته ثوان عن قذائف إيرانية مضادة للسفن، تقدير الموقف بالمثل. كانت آخر مرة دخلت فيها إيران وأميركا في نزاع في هذا المضيق على وجه التحديد، في عام 1988، حينما قذفت قاذفة صواريخ تسمى «يو إس إس فينسنس» طائرة ركاب إيرانية، مما أسفر عن مصرع 290 مدنيا، بينهم 66 طفلا.


    يلقي شبح «إيران إير 655» بظلاله على المواجهة الحالية، إذ تذكر تلك الحادثة بأنه حتى أقوى الجيوش وأكثرها تقدما في العالم ليس بالضرورة أن تكون قادرة على السيطرة على موقف سمح فيه بتصاعد التوترات.


    * الخيارات العسكرية الأميركية مما لا شك فيه أن قوة السلاح الكاسحة تحت تصرف أميركا. من المتوقع أن يدعم الأسطول الخامس الأميركي، الذي تتمثل وظيفته في مراقبة منطقة الخليج، عدد يتراوح ما بين حاملة إلى حاملتي طائرات. في الوقت نفسه، مع سحب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قواتها من العراق، فإنها قد عززت بهدوء وجودها العسكري في الكويت. وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن لديها الآن 15.000 قوة هناك، من بينها كتيبتا جيش ووحدة طائرات هليكوبتر. ويدعم الولايات المتحدة أيضا الوجود البحري القوي لحلفائها البريطانيين ومن دول الخليج.


    وتبدو القوات العسكرية الإيرانية ضئيلة بالمقارنة، لكنها قوية بالقدر الكافي لإلحاق ضرر هائل بالملاحة التجارية، فهي تمتلك ثلاث غواصات روسية تعمل بالديزل من فئة «كيلو» التي تعمل في صمت، ويعتقد أنها تتمتع بالقدرة على زرع ألغام، كما تمتلك أيضا أسطولا ضخما من الغواصات الصغيرة وآلاف القوارب الصغيرة المسلحة بقذائف مضادة للسفن يمكنها العبور دون أن يقتفى أثرها من قبل رادار السفن حتى مسافة قريبة جدا، كما أن لديها أيضا كتيبة «استشهاديين» يمكن أن تزودها بمهاجمين انتحاريين على أهبة الاستعداد.


    ويتمثل أكبر مخاوف الأسطول الخامس في احتمالية توظيف تلك الحرب غير المتكافئة في إخضاع الأنظمة الدفاعية المعقدة لسفنه، خاصة في الحدود الضيقة لمضيق هرمز، الموزعة عند الجزر الإيرانية كثيرة الصخور المليئة بالتجاويف والتي تعتبر مثالية لشن هجمات سرية. في عام 2002، نظم الجيش الأميركي تدريبا بلغت تكلفته 250 مليون دولار (160 مليون جنيه إسترليني) يحمل اسم «تحدي الألفية»، وفيه شنت الولايات المتحدة حربا ضد دولة مارقة مجهولة الهوية لديها عدد كبير من القوارب الصغيرة وكتائب استشهاديين على أهبة الاستعداد. وفازت هذه الدولة المارقة، أو على الأقل كانت فائزة، عندما قرر كبار ضباط البنتاغون إنهاء التدريب. في ذلك الوقت، كان من المفترض أن العدو هو العراق، حيث كانت الحرب مع صدام حسين تلوح في الأفق، غير أن نمط القتال حاكى النمط الذي يتبعه الحرس الثوري الإيراني.


    ومنذ ذلك الحين، ركزت معظم خطط البحرية الأميركية على كيفية مواجهة «تكتيكات الحشد» – الهجمات على السفن الأميركية بأعداد ضخمة من القوارب ومئات من القذائف والمفجرين الانتحاريين والألغام، في وقت واحد.


    «كل أسبوعين في واشنطن، بإمكانك أن تحضر مؤتمرا مختلفا عن تكتيكات الحشد»، هذا ما قاله سام غاردينر، كولونيل متقاعد بالقوات الجوية الأميركية، قام بتدريس الاستراتيجيات الحربية والعمليات العسكرية بكلية الحرب الوطنية. وأضاف: «لقد أثبتت ألعاب الحرب أن حشد القذائف والألغام معا يلقي بضغط على قدرة السفن على الدفاع عن نفسها. ويتمثل التحدي الذي تواجهه في كيفية تأمين كاسحات الألغام التي تمتلكها ضد أساليب الحشد».


    وقد تمثلت إحدى استجابات البحرية الأميركية في تطوير نوع جديد من السفن القتالية، ألا وهي سفينة القتال الساحلية «إل سي إس»، وهي السفينة القتالية المصممة خصيصا لمواجهة تكتيكات القوات البحرية الإيرانية. وتتسم سفينة «إل سي إس» بأنها مصقولة وصغيرة الحجم وخفيفة وذات غاطس مسطح وتسير بسرعات كبيرة، بما يمكنها من العمل على طول السواحل المليئة بالجزر.


    وعلى أدنى المستويات، يقال إن الأسطول الخامس قد استعان بعدد كبير من الدلافين المدربة على تحديد مواقع الألغام.


    في النهاية، سيكون رد الفعل الأميركي تجاه تكتيكات الحشد هو استغلال الهيمنة الأميركية في الجو والعدد الهائل من القذائف الموجهة بدقة، في التصعيد بسرعة وبشكل هائل، لتدمير جميع مواقع القذائف الإيرانية والرادار والمرفأ العسكري وحواجز المياه على الشاطئ. لقد بات شبه مؤكد أن الهجمات الجوية ستتعقب أيضا مواقع القيادة والمواقع النووية المحتملة أيضا. وثمة قدر محدود من الشك في فاعلية تلك الاستراتيجية كعائق، غير أنها تحمل في متنها خطر تحويل مناوشة بحرية بسيطة إلى حرب شاملة في مدة قصيرة.


    * التكتيكات الإيرانية لهذا السبب، يشير معظم الخبراء العسكريين إلى أنه إذا ما قررت إيران انتهاج إجراء معين للانتقام من فرض عقوبات على نفطها، فمن المرجح أن تنتهج سبيلا آخر. يرى غاردينر أن النموذج الأكثر احتمالية سيكون «حرب الناقلات» بين إيران والعراق في الفترة من عام 1984 إلى 1987. وسيكون الهدف هو رفع أقساط التأمين وغيرها من تكاليف الشحن الأخرى، ومن ثم دفع أسعار النفط كوسيلة لإيذاء الغرب وتعويض العائدات المفقودة خلال الحظر.


    «ليس بالضرورة أن يتخذوا أي إجراء مباشر. إذا ما انتهجوا التكتيك نفسه الذي انتهجوه في حرب الناقلات، فقد يتم تحديد موقع لغم ولن يكون من الواضح على وجه التحديد منذ متى تم زرعه. ومن شأن أشياء على هذه الشاكلة أن ترفع سعر النفط. يتحدث الناس عن ارتفاع في أسعار النفط، لكن الأمر ربما يبدو أقرب إلى حالة استقرار نسبي في الأسعار»، يقول غاردينر: «الحل هو عدم التصعيد. إنك تبدأ بحماية الناقلات والبحث عن ألغام».


    وحتى إذا ما قررت إيران الثأر، فلن يكون هناك مبرر بالنسبة لها أن تتقيد باتخاذ رد فعل مباشر في المضيق. من الممكن أن تستهدف سعر النفط بأعمال تخريب تستهدف منشآت النفط بالدول العربية على طول الساحل الجنوبي للخليج، أو أن تستهدف المصالح الغربية بأي مكان في العالم، بعد أشهر أو سنوات من فرض حظر على النفط الإيراني.


    وأوضح آدم لوثر، من جامعة إير التابعة للقوات الجوية الأميركية، مؤخرا على مدونة «ديبلومات» أن «وزارة الاستخبارات والأمن القومي، خدمة التجسس في إيران، تعد واحدة بين أكثر الوزارات كفاءة في العالم». «على مدار الثلاثين عاما الماضية، تعقب وكلاء وزارة الاستخبارات والأمن القومي بنجاح واغتالوا منشقين ومسؤولين سابقين بحكومة الشاه وتهديدات حقيقية أو خيالية للنظام. ولا تزال وزارة الاستخبارات والأمن القومي قادرة على تنفيذ اغتيالات وشن هجمات ضد الحكومة وأهداف من المدنيين. ومن المرجح أن يكون لخدمة الاستخبارات أيضا وكلاء سريون في الولايات المتحدة»، هذا ما قاله لوثر.


    وقال إحسان محرابي، صحافي إيراني متخصص في القضايا العسكرية والاستراتيجية غادر إيران مؤخرا، على موقع «إنسايد إيران» الإلكتروني: «أتذكر تعبيرا اصطلاحيا إيرانيا شهيرا كان شائعا على وجه الخصوص بين المسؤولين العسكريين: (إذا غرقنا، فسنغرق الجميع معنا). كانوا واضحين تماما بشأن نيتهم. وفي حالة التعرض لهجوم من جانب قوة غربية، فلن يتم احتواء الحرب داخل الحدود الإيرانية. سيصبح العالم بأسره ساحة قتال لإيران – على الأقل، كانت تلك فكرتهم».


    ويرى مسؤولو إدارة أوباما أن مخطط تفجير في واشنطن العام الماضي، الذي اتهمت فيه قوات الحرس الثوري بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة بتفجير مطعمه المفضل في العاصمة الأميركية، ربما كان محاولة لتصفية حسابات أحداث ماضية.


    وقال بروس ريدل، مسؤول سابق رفيع المستوى بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، مؤخرا في ندوة أقيمت في واشنطن ونظمها المجلس الأطلسي: «تتمثل إحدى الوسائل التي يمكن أن تؤذينا بها إيران والتي قلما يتم الحديث عنها في قدرة الإيرانيين على إيذائنا في حرب أوباما في أفغانستان - أن الإيرانيين في موقع متميز جدا يمكنهم من جعل الحرب في أفغانستان (التي تعتبر صعبة بالأساس) مستحيلة».


    غير أن كل هذه الخيارات تمثل استراتيجيات عالية المخاطرة، محفوفة بمخاطر سوء التقدير. في سيناريو حرب الناقلات، ستوكل مهمة الحفاظ على الخط الفاصل بين الحرب والسلام، فعليا، إلى صغار الضباط المجبرين على اتخاذ قرارات تنطوي على مجازفات كبيرة في ثوان معدودة، وهي مجموعة الظروف التي قادت إلى كارثة طائرة «إيرباص» في عام 1988. حتى إذا ظلت واشنطن وطهران مصرتين على تجنب حرب شاملة، مع مرور شهر تلو الآخر، يزداد احتمال اندلاع حرب بشكل غير مقصود. 






    بروكس+ واشنطن / تقارير عسكرية وأستخبارية.
    المصدر: القوة الثالثة .